.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

حلمى سالم ، غواية التجريب وفلسفة التنظير..بقلم/ ياسر عكاشة إسماعيل

يعد حلمى سالم (١٩٥١_٢٠١٢)احد رواد الشعر فى جيل السبعينيات ،حيث سعى إلى تحديث القصيدة العربية شكلا وتركيبا بحثا عن بلاغة جديدة تنصهر فبها البلاغة القديمة ،محملا تلك التراكيب الجديدة همومه الذاتية والعامه حاله فى هذا حال رفقته من جيل السبعينيات الذين خرجوا من معطف هزيمة ٦٧ والتى كان لها تأثير كبيرا على كافة الاصعدة ،وتحت مظلة هذا الهم نشأت جماعة إضاءة ٧٧ والتى كانت تضم العديد من الشعراء منهم أمجد ريان ،ومحمود نسيم ،وجمال القصاص ،وحسن طلب وغيرهم .
والمتأمل فى شعر حلمى سالم يكتشف من الوهلة الأولى التجريب اللغوي لديه والذى يعكس طبيعة الشاعر الباحث عن الحرية التى لا تحدها شروط ،فتتعدد اختراعاته اللغوية وتتنوع المجازات لديه؛كى يفجر من اللغة دلالات جديدة .
يقول حسن طلب عن حلمى سالم فى قصيدته الطويلة( كلانا لاعب )
أنا اعترف الآن انت نحت من
صخر
فجرت المعين لنا
من اللغة المتحجرة
وأن كان هذا الاهتمام الدلالى قد جعل القصيدة عند حلمى سالم لا تسير على خط ثابت أو معيار لغوى وبلاغى محدد بل تعتمد -كما أشرنا - على تعدد الدلالات والمجازات اللامحدودة والتى قد تصل فى بعض الاحيان إلى الانفلات الدلالى والمجازى وربما هذا ما دفع البعض منهم فتحى عبدالله الى القول"أن شعر حلمى سالم جماع كل الأدوات ،فهو يجمع بين أداء الرواد التفعيلى وأداء الثمنينيات وما بعدها النثرى فى صيغة مفتعلة ومفككة يغلب عليها الاستنساخ،
والحقيقة أن حلمى سالم كان متدفق الشعر كثير التجريب يبحث دوما عن انماط جديدة فى القصيدة العربية فكرا وتركيبا فقد كان الشعر حياته وطريقه الخاص يقول حلمى سالم
لم يبق لدى سوى الشعر..طريقا.. وطريقة
وجسرا رواغا ..بين الظن والحقيقة .
ومن هنا تظهر فلسفته ورؤيته للقصيدة فهو يحدثنا من خلال قصيدة الشاعر حسن طلب كلانا لاعب فى هذا الحوار الشعرى التنظيرى
..ماذا تريد من القصيد
..اريد توليد القديم من الجديد
كما تتولد الخمر النبيذمن الكروم
بدون عمد فى الدفاع..أو الهجوم
على عموم قواعد النظم المقررة.
حقيقةلم يكن حلمى سالم شاعرا فقط تتفق أو تختلف مع إنتاجه الادبى ،وانماكان منظرا لجيل السبعينيات من خلال دواوينه العديدة وكتبه المختلفة فى النقد والثقافة، كان طاقة ثقافية متوهجة يؤمن بحرية التعبير و يتصدى لكل الحصارات التى تقف دون حرية التعبير حتى صار كما يقول فى قصيدته "المتصوف"
محترف حصارات
لو مرت سنه من غير حصار أرتاب
وأسأل هل صرت دجينا لا يقلق أحدا.
توفى حلمى سالم فى الثامن والعشرين من يوليو ٢٠١٢ عن عمر ناهز ٦١ عاما تاركا خلفه إرثا ادبيا وثقافيا كبيرا يحتاج إلى كثير من البحث والنقد ، ويظل رغم غيابه له حضوره الألق على الساحة الثقافية فى الوطن العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق