أعيش في أوروبا ولا أنكر حبي لها،لكن الشرق بداخلي يظل حيا يافعا ،ففي روحي سكن حبه ،ونبضه يظل حيا في فؤادي ورغم الخيبات التي عرفها ومر بها ومازال إلى يومنا هذا يشهد الإنكسارات يظل ارتباطي العاطفي به قوي جدا ، وأتمسك بحبي لهذا الإنتماء وإلى قيم حضارتي التي رغم أنني عرفتها وهي تنزف إلا أن جمالها الروحي الذي شربته من كتب المدرسة التي علقت قلبي بتراثنا العربي وحضارته في مرحلة التعريب بعد الاستقلال .جعلني هذا كله أفتخر بأشعارنا إبتداءابالعصر الجاهلي ناهيك عن الحضارة الاسلامية في عصورها الذهبية الباهرة العصر العباسي و الفردوس الأندلسي. فلسفة الشرق تنبعث من الروح قبل أن تصل إلى الفكر عكس فلسفة الغرب فالروح فيها ليست المنبع الأصلي بل تنطلق من عالم فكري مادي بحت لتأتي بعده الروح من أجل جمال ظاهري فقط. هذا ما جعل عشق الروح للشرق لا يعرف الانفصال عنها رغم الجراح ....شرقنا جميل بموشحاته وأدبائه وبسحره الراقي ،شرقنا رائع بحكايات ألف ليلة وليلة وكم هو فاتن بروائع المتنبي وزهير بن أبي سلمى وامرئ القيس وعنترة وجرير والفرزدق وابن زيدون ومحمود درويش فمن غيرنا يلتقط ذراعه ليكون حرا ، سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق