.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

دكتورة نجية الشياظمي تكتب: سأتعلم الاستغناء

فكرت كثيرا و وجدت أننا نتعب كثيرا في محاولة الاحتفاظ بأمور كثيرة ، أحيانا أشخاص تعودنا على وجودهم في حياتنا -رغم ان وجودهم متعب لنا - لكننا نستمر في التمسك بهم و في محاولة المحافظة عليهم مع أذاهم ، و أحيانا أشياء لا قيمة لها لكنها تبدو في أعيننا غالية و لا تقدر بثمن ، لمجرد أننا تعودنا على رؤيتها في مكانها ، و إزالتها من مكانها سيترك فراغات تحسسنا بالحزن على فقدانها . يبدو لنا الأمر و كأن لا شيء سيملأ ذلك المكان و يجمله . مع العلم هناك الكثير من البدائل لكننا نرفض لمجرد التعلق ، نعم التعلق : هذا السلوك الغريب و الخطير ، الذي يتعبنا و يرهقنا كثيرا و أكثر من اللازم ، تعلق بالاشياء التي لم تعد تصلح لشيء ، تعلق بالاشخاص رغم ما يسببونه لنا من تعب ، تعلق بالأفكار البالية التي تعيق تقدمنا و نجاحنا في الحياة ، تعلق يصبح مرضا لعينا يرافقنا في كل مكان و زمان ، نحاول التخلص منه لكننا لا نتمكن من ذلك . 
نحاول و نحاول و في النهاية نستسلم ، لأننا منذ البداية لم نكن نؤمن بأننا سننجح و نتغلب على تلك المعاناة . 
نحتاج كثيرا أن نعلم أنفسنا و ندربها على الاستغناء عن كل ما لم يعد يناسبنا ، عن كل ما أصبح ألما و تعبا و مأساة في حياتنا ، و مهما بدا لنا الأمر صعبا ، فإنه أسهل مما نتصور ، فقط بقليل من الجهد و التفكير و خصوصا التفكير في سعادتنا التي تضيع بمرور العمر من بين أيدينا ، دون أن نستطيع تعويض ما فات ، دون أن نحقق ما كنا نحلم به و نعيش لأجله . 
الاستغناء و فك التعلق هما وسيلتا الخلاص لنا من كل معاناة ، هما مفتاحي أبواب السعادة في وجوهنا التي تعبت من مسحة الحزن التي تغطيها كل يوم نرفع فيه وجوهنا للسماء نستمد الحرارة و الفرح من الشمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق