.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجية الشياظمي تكتب/ بين نفسي والآخر

أحب نفسي و أدللها ،  لا أهتم إن كنت لوحدي ، فأنا أستانس بنفسي أحيانا  أكثر مما أستأنس بالآخرين .

على الأقل نفسي تعلم عيوبي و تعودت عليها و لن تلومني أو تتأفف مني.

أتقبلها وتتقبلني ، تساندني و أكافئها ، ليس لنا إلا خالقنا ولا أحد  سوانا.

لم أعد أهتم لحضور أحدهم معي ، و لا لمرافقته لي ؛ فقد اكتفيت بنفسي بعدما تحملت أذاهم جميعا ...قريبا و بعيدا.

ورغم أن الوحدة أحيانا تكون قاسية لكنها ليست أقسى من قلوب بعض البشر ، و خصوصا حينما يضمنون بقاءك وانتظارك فتكون مطالبا في كل مرة بالتودد والتقرب حتى لا يغيبوا.  لم

لا نتركهم يغيبون و يطيلون الغياب ؟ لم لا نتعود على غيابهم و نعتبره أبديا؟  لماذا نخاف أن نكون وحدنا ؟

و كي نتجنب مرارة الوحدة نقبل كل سوء معاملة منهم و نتجاوزها ، فقط لكي لا نفقدهم ؟ و لأننا مضطرين على فعل ذلك؟

فكرت كثيرا في أن اقتني أي حيوان أليف لعله يعوضني عنهم ، بل قد تخيلت أنه سيكون أفضل ، لن ينتقدني بل سيشكرني كلما أطعمته و سقيته . لن يغيب عني كي يؤلمني . بل سيبقى عند قدمي ينتظر دون أن يمل . سيكون مؤنسي و مساعدي و ربما أيضا مرشدي ، فكم من المكفوفين جعلوا كلابا مروضة لأجل إرشادهم و حمايتهم . حتى أن وفاءهم يضرب به المثل.

أحيانا علينا ألا نطيل الانتظار ، و أن نفك التعلق ، فما أصعب أن يربط الانسان سعادته و راحته بأحدهم ، حتى و لو كان على ما يرام ، فلا أحد يدوم لأحد ، و لا شيء يدوم ، فلعل من يفي لك اليوم  يكون  غدا أولهم في خيانتك و عداوتك. العلاقات جيدة لكن علينا أن نأخذ كل شيء بقدر و بحدود معينة ، حتى لا يتعبنا بعد و لا غياب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق