أحب نفسي و أدللها ،
لا أهتم إن كنت لوحدي ، فأنا أستانس بنفسي أحيانا أكثر مما أستأنس بالآخرين
.
على الأقل نفسي تعلم
عيوبي و تعودت عليها و لن تلومني أو تتأفف مني.
أتقبلها وتتقبلني ، تساندني
و أكافئها ، ليس لنا إلا خالقنا ولا أحد سوانا.
لم أعد أهتم لحضور
أحدهم معي ، و لا لمرافقته لي ؛ فقد اكتفيت بنفسي بعدما تحملت أذاهم جميعا
...قريبا و بعيدا.
ورغم أن الوحدة
أحيانا تكون قاسية لكنها ليست أقسى من قلوب بعض البشر ، و خصوصا حينما يضمنون
بقاءك وانتظارك فتكون مطالبا في كل مرة بالتودد والتقرب حتى لا يغيبوا. لم
لا نتركهم يغيبون و
يطيلون الغياب ؟ لم لا نتعود على غيابهم و نعتبره أبديا؟ لماذا نخاف أن نكون
وحدنا ؟
و كي نتجنب مرارة
الوحدة نقبل كل سوء معاملة منهم و نتجاوزها ، فقط لكي لا نفقدهم ؟ و لأننا مضطرين
على فعل ذلك؟
فكرت كثيرا في أن
اقتني أي حيوان أليف لعله يعوضني عنهم ، بل قد تخيلت أنه سيكون أفضل ، لن ينتقدني
بل سيشكرني كلما أطعمته و سقيته . لن يغيب عني كي يؤلمني . بل سيبقى عند قدمي
ينتظر دون أن يمل . سيكون مؤنسي و مساعدي و ربما أيضا مرشدي ، فكم من المكفوفين
جعلوا كلابا مروضة لأجل إرشادهم و حمايتهم . حتى أن وفاءهم يضرب به المثل.
أحيانا علينا ألا نطيل الانتظار ، و أن نفك التعلق ، فما أصعب أن يربط الانسان سعادته و راحته بأحدهم ، حتى و لو كان على ما يرام ، فلا أحد يدوم لأحد ، و لا شيء يدوم ، فلعل من يفي لك اليوم يكون غدا أولهم في خيانتك و عداوتك. العلاقات جيدة لكن علينا أن نأخذ كل شيء بقدر و بحدود معينة ، حتى لا يتعبنا بعد و لا غياب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق