فماذا لو يجعل كل منا من يومه العادي يوما عالميا لقيمة جميلة يؤمن بها ، فهناك الكثير الكثير ، و قد نجد أكثر من ثلاث مائة و خمس و ستين قيمة و أكثر من ثلاث مائة و خمس و ستين يوما عالميا في السنة ، ماذا لو نجعل يوما عالميا للصدق ..و يوما عالميا للثقة ...و يوما عالميا للإخلاص..و يوما عالميا للمحبة وغيرها و غيرها من القيم التي كلما أحييناها أحيينا الحياة و الأمل و السعادة و البهجة في النفوس...
ليس صعبا علينا أبدا و هكذا ستكون لنا فرصة و دور في تغيير هذا العالم و لو بحركة بسيطة قد تعادل حركة جناح الفراشة... و التي أُسِّست نظرية من أجلها تقول أن أي تأثير بسيط له تراكمات ، تجعله يخلق فيما بعد تغييرات كبيرة و مهمة و مصيرية في حياة البشرية ، ماذا لو نكون مبادرين ، و لا نبقى في أماكننا ننتظر أن يتكلم أحدهم بلساننا ، ماذا لو يكون إيماننا أقوى ، و لا نكتفي بتغيير ما نراه يحتاج ذلك بقلوبنا فقط ، و نتقوقع في مربع "ذلك أضعف الإيمان " أحيانا نضطر لذلك... لكن لا يمكن للإستثناء أن يصبح قاعدة ، فما تكاثرت المساوئ و الشرور إلا من خلال انسحابنا في كل مرة إلى الوراء و نحن نهمس لأنفسنا "اللهم إن هذا منكر "
لا يمكن الاستمرارفي هذا الطريق المظلم و قد بدت نتائجه ظاهرة للعيان و مستفزة و محبطة ، نتحمل جميعا تبعات كل ما يروج حولنا و نتأثر بسلبياته ، و نخشى أن ننشر التأثير الإيجابي _من وجهة نظرنا_ حقا قد تختلف الرؤى ، و تختلط الأمور و يود كل منا تأكيد رؤيته و فرضها على الآخر ، لكننا دائما في النهاية نجد أرضية صلبة مشتركة نتقاسم و نتشارك فيها كل ما يحقق السعادة و الأمن و النجاح للجميع . فهذا من مصلحتنا جميعا ، و لأنه في الطرف المقابل لنا هناك من يتقاسم و يتشارك عكس كل ما نحلم به ، و نسعى إليه ، و هذا يشكل خطرا كبيرا على الجميع ، فمهما انتشر الشر و تفاقم و استقوى ، لا بد للخير أن ينتصر ، لكنه يحتاج إلينا لننصره ، و لا يمكن البقاء في ردهة الانتظار وقتا طويلا ، نتفرج و لا يتغير فينا شيء سوى ملامح وجوهنا و تعبيراتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق