منهم من رآه عام و فرصة حظه و نجاحه ، و منهم من اعتبره عام كساد و حزن و ضيق ، لكنه على كل حال كان جزءا من أعمارنا ، منهم من بذل الغالي و النفيس في سبيل الاحتفال بتلك الليلة الغراء و تخليدها ، و منهم من أعتبر ذلك مجرد تبذير ، فهي ليلة كباقي الليالي ، و في صباح الغد يتساوى الجميع ، من أنفق الملايين و من لم ينفق شيئا .
ينتهي كل شيء بسرعة ، و قبلها كان يبدو و كأنها ليلة لن تنتهي أبدا . ...بهرجها و مرجها و صخبها .... ومع أنه جزء من أعمارنا نحتفي و نحتفل بغيابه و انفلاته من بين أيدينا ، لكننا نجد أنفسنا في قمة السعادة ، و دون وعي منا بأن ما يمضي من أعمارنا لن يعود أبدا ، لكننا مع ذلك لا نبالي و ننساق مع الجميع و مع التيار ، فتزدحم محلات بيع الملابس ، و محلات بيع الحلويات ، بل و كل المحلات لا لسبب ، سوى أن خبر قدوم عام جديد ينتقل من اذن إلى لسان إلى اذن اخرى و هكذا ذواليك و هذا وحده كاف لتحفيز الجميع ، كي ينتهي الحال بجل الناس إلى تعظيم تلك الليلة ، و إنفاق الكثير عليها كي تبقى ذكرى خالدة في التاريخ ، و كأن باقي أيام السنة التي عبرت لا تساوي شيئا و لا تستحق ذلك التكريم .
و المضحك المبكي أننا لا نعلم حتى ما تخبئه لنا تلك السنة الجديدة من أحداث ، و لا ما إذا كانت ستكون أفضل أو أسوأ من سابقتها ، لكننا مبتهجين بقدومها ، و ننتظرها على أحر من الجمر ، و أعيننا لا تفارق عقارب الساعة حتى تدق في منتصف الليل على الساعة الثانية عشر مساء .
أعود و أتساءل عن ذلك التهافت على الاحتفال هل هو من شدة كآبتنا و أحزاننا ، فما نلبث أن نجتهد و نبحث عن أقرب مناسبة ننسى فيها أحزاننا و نغسلها ببضعة كؤوس و دمعات .أم أننا أصبحنا عديمي الإحساس و أصبح لا يهمنا شيء و لا أي شيء سوى عيش اللحظة بكل ما فيها ، فقد أنهكتنا أحوال هذا العالم ، المتقلبة و الملونة ، بين حروب و كوارث طبيعية .
أصبح هذا العالم لا يهدأ على حال ، و خصوصا و اننا كنا في السابق ننتظر حقبا طويلة كي نلاحظ أي تغير يحفز أسماعنا و أحاسيسنا . لكنها الآن تتوالى علينا بسرعة رهيبة و مخيفة ، و ليس لنا سوى أن نتقبل و نستعد و نستقبل كل آت بكل ما فيه.
أعود و أتساءل عن ذلك التهافت على الاحتفال هل هو من شدة كآبتنا و أحزاننا ، فما نلبث أن نجتهد و نبحث عن أقرب مناسبة ننسى فيها أحزاننا و نغسلها ببضعة كؤوس و دمعات .أم أننا أصبحنا عديمي الإحساس و أصبح لا يهمنا شيء و لا أي شيء سوى عيش اللحظة بكل ما فيها ، فقد أنهكتنا أحوال هذا العالم ، المتقلبة و الملونة ، بين حروب و كوارث طبيعية .
أصبح هذا العالم لا يهدأ على حال ، و خصوصا و اننا كنا في السابق ننتظر حقبا طويلة كي نلاحظ أي تغير يحفز أسماعنا و أحاسيسنا . لكنها الآن تتوالى علينا بسرعة رهيبة و مخيفة ، و ليس لنا سوى أن نتقبل و نستعد و نستقبل كل آت بكل ما فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق