اليوم الأول من شهر أكتوبر من 2025 كان هو اليوم العالمي للقهوة . من يستطيع أن ينكر عشقه لهذا المشروب العالمي اللذيذ ؟ هذا المشروب السحري الذي يرفع نشاطنا و انتباهنا و تركيزنا .
قد تكون شهادتي مجروحة في هذه المادة السحرية المبهرة بمذاقها و فوائدها ، هي أنيس الوحيد على طاولة المقهى ، هي سميرة من هجر النوم جفونه ، في ظلمة الليالي الطويلة الصامتة . هي منبهة الطالب بين كتبه و واجباته ، هي صديقة ربة البيت حينما يغادر الجميع البيت ، كل منهم الى مهامه ، كي تخلو بنفسها لتكافئ نفسها به . هي كل هذا و أكثر ، لطيفة بالمقدار المعقول و متعِبة حينما نتجاوز حدنا منها ، أمرها أمر كل صديق و قريب حينما نبالغ أو نقصر في التواصل معه .
فنجان قهوة مع قطعة سكر ذائبة فيه ، يصنع سعادة لا تعوض ، يحلي الحياة بأكملها خصوصا في تواجدنا مع ذواتنا ، جلسة حميمة نبوح فيها و نشتكي دون خوف و لا وجل ، فكل ما نبوح به يعود الى مصدره دون أن يشيع أو ينتشر ، و ما أن نتناولها حتى نحس بخفة الروح التي كان قد أثقلها الكتمان . و قد تكون تلك الجلسة في حضور ذواتنا أفضل من جلسة على كرسي معالج أو طبيب نفسي ، فتم نجد اللذة و الراحة ، و الأمن و السلامة الداخلي ، فمن لا يبوح لنفسه و يواجهها لن يستطيع أن يقوم بذلك لغيره . إنه مجرد فنجان قهوة لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك ، يشجعك على فتح و قراءة كتاب نسيته منذ شهور و ربما سنوات ، فالجلسة مع كتاب جاف دون ذلك الفنجان أقسى من نزهة في ظلمة الليل لا ترى فيها ما حولك بوضوح و بألوانها الحقيقية . نجد هذا الفنجان دائما على استعداد لمرافقتنا دون تردد و لا تلكأ ، أوفى من أي صديق قد يتحجج بأي سبب لمجرد أن يفلت منا . هكذا نحب فنجان قهوتنا اليومي و الذي يستمر في انتظار لقائنا من جديد ، على أي مائدة في مكان هادئ مريح ، إنه علاج بسيط لكن فوائده جمة . شكرا فنجان قهوتي .
فنجان قهوة للدكتورة نجية الشياظمي
تعليقات