.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

خطوة إلى الوراء..بقلم د.نجية الشياظمي

هذا الصباح جئت أبحث عن نفسي،  جئت أسألها أين كنت منها و أين كانت مني... سنوات مضت و نحن تائهتين عن بعضنا ، أو بالأحرى أنا من تهت عنها ، و نسيت أن كل شيء مهما أعطيته من حب و إهتمام لن يعوضني عن نفسي أبدا ، لن يمنحني نفس الحب  و نفس الاهتمام ، لن يعيد لي ما ضيعت من أجل الآخرين ، لا و ألف لا ، و حتى و لو حاولوا تعويضي فإنهم لن يستطيعوا أن يعيدوا لي كل السنوات التي مرت و فاتت في الاعتناء و الاهتمام بهم و رعاية مصالحهم ، لن يعيدوا لي  الزمن إلى الوراء لأسترجع منه ما سُرِق مني خلال سنوات طويلة  مرت في لمح البصر . كنت أرى نفسي فيهم و هم يكبرون أمام عيني ، و كنت مفعمة بالفرح و الفخر و الرضا ، لكنني لم أكن أتوقع و لا أتخيل ألا أحد سيعوضني عن  نفسي بنفسه ، لا أحد سيمنحني من عمره من صحته و لا حتى من إنجازاته ، فجأة انتبهت و علمت الحقيقة التي ظلت غائبة عن عقلي و فكري ، فجأة أصبح المكان فارغا...إلا مني و من ذكرياتي معهم ، فجأة رأيت ملامح السنين على وجهي ، و سمعت دقات الساعات الطويلة و الدقائق و الثواني في أذني ، تقول أهلا بك لقد وصلت إلى هنا فهل أنت راضية ؟؟؟خجلت من نفسي و ارتبكت ، و علمت أنني لا أملك الجواب أو أنني أملك الجواب الذي لا يرضيني ، فلا حاجة لي بالإدلاء به على أية حال من الأحوال ، هكذا هي الحياة تلقننا الدرس في النهاية لا في البداية كما تعودنا في المدارس ، فالحياة مدرسة لكنها قاسية ، حينما تتركنا نتحصل على النتائج ، ثم بعدها تخبرنا بالعبرة التي لن ننساها أبدا ، تواجهنا بالإجابة الصحيحة التي لم نفكر فيها ، و لن ننساها بعد الآن رغم أن الوقت متأخر بعض الشيء ، لكننا نملك إمكانية تدارك ما فات ، هناك دائما متسع من الوقت للتصحيح ، للتخفيف من شدة هول ما يصيبنا في مرحلة من مراحل العمر . لا ندرك جمال الحياة ، و لا يصيبنا الشغف بعيشها إلا حينما نحس أن الكثير قد فات و مضى بالطريقة الخطأ ، التي تجعلنا نعض على أصابعنا من شدة الندم و الحسرة على عدم الاستمتاع بالحياة ، كما كان ينبغي أن يكون لكن الغريب في الأمر أنه لا أحد ممن حولنا حاول أن يثير انتباهنا إلى خطورة الأمر ، لست أدري لماذا ، ربما قدرنا جميعا أن نمر من نفس الطريق،  أن نذوق نفس اللسعة و اللذعة كي نتعلم دون أي جدال أو اعتراض.
لكن الجانب الجميل في الأمر بموازاة مع الجانب المزعج ، هو أننا نملك دائما الخيار و الاختيار في تصحيح و تدارك ما افسدناه فيما مضى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق