.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

رسالة من صديقتي..بقلم د.نجية الشياظمي

عزيزتي : 
لم أكن أعلم يوما أن الكلام القاسي يشبه السلاح القاتل ، و أن الكلمات الجافة تشبه السكين الحادة ، هذا لا يعني أنني متكبرة  و أرفض النقد و تقبل الأحكام من الآخرين ، على العكس تماما ، فطيلة حياتي لم أسمع أكثر من الكلام الذي لا يذكرني إلا بسلبياتي حتى تلك التي اتُّهِمت بها فقط و لم يكن لها أي وجود في حياتي أو شخصيتي ، لكنني أُصدم و أتفاجأ حينما اسمع أو أقرأ ما لم أكن اتوقعه بتات و خصوصا ممن كنت أتوقع فهمه أو تفهمه الشديد و الكبير لي.... فماذا أفعل ؟؟؟
عزيزتي ، لقد تأثرت برسالتك و أحسست بك تماما و لهذا أقول لك : 
من الصعب تقبل الأسوء ، لكن الأسوء منه أن نتوقعه ، و نضعه في حسباننا ، لأننا حينها لا نكون قد قمنا إلا بما نراه الأفضل و الأجود ، فلماذا نتوقع غير ما يسعدنا و يبشرنا بالخير ، كلنا نجتهد لنيل الأجر و الثواب و المدح و الإطراء ، لكننا حينما نعجز في الحصول عليه ، فهذا لا يعني أننا فاشلون ، و أن المجهود الذي بذلناه قد راح سدى ، لا أبدا... فوجهات النظر تختلف ، و الأفكار تتباين ، و الصور التي نعتبر أنفسنا نراها بنفس الطريقة و الشكل كما يراها الآخرون مجرد وهم لا غير ، 
فلا سبيل للحزن لمجرد أن ما ترينه صوابا بدا لغيرك غير ذلك ،
أو لأن ما استحسنته انت لم يكن بنفس مستوى الرضا لغيرك.
صديقتي: 
هكذا نعيش الحياة بين كل الاختلافات و المفارقات العجيبة بين كل الناس ، و لولا ذلك الاختلاف و التفاوت في الفهم و التحليل و وجهات النظر بين الناس ، لما كان هذا العالم بهذا الكم من الغنى الذي نشاهده في أيامنا هاته ، و لاكتفى كل صانع أو مخترع فقط بما يراه ملائما لنفسه هو فقط ، و لكن لأنهم يرون أن الأذواق و الاختيارات تتباين بين الناس ، لذلك يحاولون دائما إرضاء الجميع ، و صنع و ابتكار الكثير و الكثير من الأشكال و الألوان و الأحجام .
و هذا في نفس الوقت قد يمنع الاختلاف على الثوابت و كل الأمور التي من الواجب أن تكون أساسيات راسخة لا نحيد عنها
و قد يكون فعلا ما لم  تتم استساغته من الآخر أمر و حق طبيعي ، فكل يرى من زاوية و بدرجة مختلفة و ربما بكل ألوان الطيف التي لم تتجلى لنا شخصيا ، فحق الاختلاف مشروع ، لكن دون قسوة و لا شدة ، لأنه لا داعي لأن أبدي قسوتي على صاحب الفكرة ، فهو في النهاية اجتهد و بدا له ما لم يرق للطرف الآخر ، و اللين في التعامل و النقد و الاختلاف يمكنه أن يكون أقوى سبب للبحث عن الأحسن و الاتفاق عليه أيضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق