.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجية الشياظمي تتسائل: من يحب فينا القلوب ام الأرواح؟

تخفق قلوبنا و تزداد دقاتها فترتعش حينما نحس بالحب ، و نجده ساكنا بين خلايا قلوبنا بل و كل أعضائنا الحيوية ، لكننا لا نعلم أن تلك القلوب الرقيقة تحركها أرواحنا الطائرة في ملكوت الخالق . و لو كانت قلوبنا هي من تحب لانتهى حب كل أولئك الذين وارينا أجسادهم تحت التراب حينما فارقونا ، لكننا رغم ذلك نستمر في الإحساس بهم ، و بحبهم و بأرواحهم تحفنا و ترعانا و تحمينا من كل ما قد يؤذينا ، حب القلوب و الأجساد فان لكن حب الأرواح هو الأقوى ، هو الابقى . قد نكره بقلوبنا ، لكننا نحب بأرواحنا ، لأن الحب إحساس سامٍ و نقي و شفاف ، بالحب نسعد و نرتقي ، و نكبر و نبني ، و لولاه لما تحقق شيء على هذه الأرض ، و لو دامت كراهية أبناء آدم لبعضهم كراهية قابيل لأخيه هابيل لانتهت فصيلة البشر ، وعم الخراب وجه البسيطة .
فحينما نفقد شخصا نحبه و يحبنا فإن إحساسنا بحبه يعيش معنا ، و لا يفارقنا ، لكننا نادرا بل استحالة أن نتذكر كراهية أحد أو نحس بها بعد غيابه عن الوجود . إذ لا يمكننا ذلك ، و لا يحصل معنا هذا الإحساس ، لسبب بسيط هو أننا نعتبر أن ما كان يكنه لنا ذلك الإنسان الذي لم يكن يحبنا قد مات و دفن معه كل ذلك الكم من المشاعر التي ماتت هي أيضا بدورها معه ، و غادرت الوجود بمغادرته عن عالمنا . فالأرواح أقوى و أقدم و أخلد من القلوب و الأجساد....
بل ربما هي من تلتقي ببعضها في عالم البرزخ ، فتزور بعضها ، و تجدد عهد المحبة و الوفاء هناك . إنها لنعمة كبيرة أن يمن علينا الخالق بهذا الإحساس النبيل و القوي و الطاهر،  فهنيئا لمن جعل المحبة شعاره حتى لم يعد في قلبه مكان لبغض أو   أو كراهيته غيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق