بدأ وجهه متهللا و هو يقدم لها فنجان القهوة ، فقد كانت تلك أول مرة يجود عليها بالقيام بأي شيء في المطبخ ، لقد كانت غلطتها ، ففي كل مرة كان يحاول مساعدتها فيه ، كانت تقوم بطرده عن طريق كثرة التعليقات و الملاحظات السلبية ، ما جعله ينفر نهائيا من تقديم أي مساعدة ، لكنها هذا اليوم متعبة بعض الشيء ، و ربما مريضة لكنها تعودت التظاهر دوما على أنها دائما بخير ، لكن عدد السنين التي قضياها معا كانت كفيلة بأن تفصح له أو تفضح له كل شيء ، كان يعلم من نظرات عينيها متى تكون مرتاحة و متى تكون متعبة ، متى تكون عاشقة له و متى تكون غير راغبة فيه ، متى تكون ملتهبة من الغيرة و متى لا تبالي ، هكذا تعودا أن يقرءا كل شيء في عيني بعضهما البعض ، فلغة العيون أحيانا تكون هي الأقوى في التعبير أكثر من أي كلام آخر .
ارتشفت من الفنجان رشفتين دون أن تنبس ببنت شفة سوى كلمة شكرا حبيبي .لكنه كان في انتظار ما هو أكبر....ملاحظة إيجابية و جميلة ، تعوضه عما فات من كم التعليقات التي كانت دائمة محبطة له ....
*ألا تودين التعليق على القهوة ؟؟؟
ممكن تقولي كل ملاحظاتك كي انتبه إليها في المرة المقبلة!!!
نظرت إليه في استغراب.....
#و هل تظنني سأستمر في البقاء في السرير ، هو يوم واحد فقط ، و غدا لن أحتاجك في شيء ....
قطب جبينه و نظر إليها و تمتم مع نفسه
*سبحان الله لا فائدة ...أنت دائما هكذا !!!
لم يكن يطلب الكثير ، كان سيكتفي بكلمة واحدة فقط مثل :
سلمت يداك حبيبي...ما ألذها...أو أي كلمة تعبر عن المدح و الامتنان...
ففي النهاية كلنا أطفال و أكثر ما يحركنا المدح و الثناء و أكثر ما يدمرنا و يحبطنا اللوم و المقارنة و الانتقاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق