عشنا و لا نزال نعيش في المملكة المغربية ، هذه الأيام تداعيات ما تمخضت عنه تعديلات مدونة الأسرة تحت رعاية قائد البلاد و حاميها و حامي مصالحها ، كل ما تم من تعديلات كان في قمة الحكمة و العدل -مع أن الأغلبية ليست داعمة - لأن كل ما تم الإعلان عنه ما زال في مرحلة الدراسة و التدارس ، ما أثار انتباهي هو تلك النسبة الضعيفة لتعدد الزوجات في مجتمعنا المغربي و التي أعلن عنها أنها لا تتجاوز %0.6 ، انبهرت و تفاجأت لأنني لم أكن أتوقع ما أظهرته الإحصائيات الأخيرة ، و تساءلت مع نفسي سبب هذه النسبة الضعيفة فيما إذا كانت نتيجة وفاء الزوج المغربي لزوجته ، أم بسبب قوة الزوجة المغربية التي ترفض التعدد و تحاول ما أمكن أن تمنع زوجها من ذلك ، بتوفير كل ما يحتاج إليه.
أو ربما أن الإحصائيات عجزت عن تعقب كل المعددين غير المعلنين عن أنفسهم ، فقد ظهر مؤخرا نوع من الزواج الشرعي الغير قانوني و هو "زواج الفاتحة " أي أن كلا الطرفين يتزوجان بدون إشهار لزواجهما إلا في أضيق الحدود مع الأسرة و المقربين فقط.
و عن وفاء الأزواج سأتكلم و أقول أنه ربما الرجل المغربي لا يختلف كثيرا عن أي رجل آخر من العالم العربي ، فنحن عالم له نفس الثقافة و العادات و التقاليد ، و نعلم جيدا أساس هذه الثقافة في مجتمعاتنا ، عنصر الذكورة و الذكورية ، ما لا يدع مجالا للشك ، و هذا ما أثار زوبعة في فنجان حينما أعتبر بعض المعارضين لتجديد المدونة أنه لا يخدم إلا مصلحة النساء فقط ، و نسوا أن النساء هن حاضنات و حاميات و مربيات رجال الغد ، فلماذا يعترضون على أن نحقق لهذه الفئة و الشريحة بعض الراحة النفسية التي تمكنهن من القيام بمهمتهن على أحسن ما يرام . ثم أعود لقوة المرأة المغربية في الجهاد و الكفاح من أجل الحفاظ على عشها و مملكتها . تربي الأم المغربية ابنتها منذ طفولتها على أن تكون المرأة و الزوجة الصالحة ، على أن تتقن كل شيء ، حتى لا تترك مجالا لزوجها في الاستغناء عنها.
لكنها كثيرا ما تنسى أن الرجل ليس في حاجة إلى هذه الزوجة المتقوقعة في ربة البيت الكفأة فقط ، ولكنه يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك.
قد تكون الإحصائيات صحيحة لا غبار عليها ، و ربما لا تكون كذلك. لكن قلوب النساء -و قلبي أنا خصوصا - قد اطمأن بعض الشيء ، أو بما يكفي في أن يستمر الزوج المغربي في وفائه لزوجته و تستمر الزوجة المغربية في قوتها و ثباتها في المحافظة على مملكتها و عرينها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق