وهذا اليوم من منصف شهر آب من 2025 حار أيضا ، و طبعا لا صيف بدون حرارة . تأملت مع نفسي ما يحصل ، ما يحصل فعلا هو أن أيام الصيف تنقضي ، و رغم أنني فعلا من محبي الصيف لا الشتاء ، و أعلم جيدا أن هذا في حد ذاته ، قد يكون كافيا كي يجعل محبي الشتاء يمتنعون عن قراءة مقالي هذا -على سبيل الدعابة لا غير- فكيف نسمح لأنفسنا أن ينقضي الصيف و نحن نشتكي من حرارته ، و بمجرد نهايته سنعود لنتذمر من فصل الشتاء أيضا . و هكذا هي أيام العمر أيضا ، تمضي منا بين شكوى و ندم و تذمر ، و ننسى أن كل لحظة تمضي و لن تعود ، ننسى أن نعيش اللحظة التي لا تعوض ، ننسى و لا نتذكر إلا بعد فوات الأوان ، لعمري كم سنستغرق من الوقت كي نصحو من جديد، و ننتبه و نعتبر كل ما نعيشه حياة ، حياتنا التي لن نعيشها أكثر من مرة !
فعلا حرارة الصيف لا تطاق ، لكن الحياة جميلة حتى لمن لا يستطيع البقاء طول الوقت على البحر ، هناك بدائل تعوضنا و تخفف عنا ، و نستطيع من خلالها الترفيه عن أنفسنا و الاستمتاع بالحياة ، و هكذا بالنسبة لكل صعوبة نعيشها ، ليست هي آخر المطاف و لا نهاية العالم ، و بأنفسنا نكتشف كم من المحن تجاوزنا ، و نسينا و عدنا للحياة بشكل أقوى و أحلى و أجمل . كل لحظة لا تعوض بحلوها و مرها ، و لولا المرارة ما عرفنا للحلاوة طعم . لنستمتع بكل لحظة من أعمارنا مهما كانت تبدو لنا صعبة ، ففي صعوبتها أيضا حلاوة.