هكذا سمعت و تابعت ، بعض ما كتب و قيل بخصوص مدير التصوير الراحل ، الذي مات و هو ينقذ ابنه من الغرق .أحسست أن الإنسان يعيش دون ضمان ، يعيش و كأنه يحمل كفنه على أكتافه طول الوقت ، حتى إذا ما حل وقت الأجل المحتوم كان في أتم الاستعداد ، لا نعلم أين و لا كيف و لا متى سترحل و نغادر ، لكننا نعيش بشكل يجعلنا لا نشك في الرحيل ، و خير دليل على ذلك هو استسلامنا للنوم ليلا ، من منا يضمن استيقاظه في الغد ؟ طبعا لا أحد ، لكننا نستسلم للنوم ملأ جفوننا ، إلى أن تطلع الشمس علينا في اليوم التالي ، و لولا يقيننا في البقاء على قيد الحياة لبقينا دون نوم نراقب أنفسنا و أعمارنا طول الليل.
غريب ذلك الإحساس الذي يصيبنا و يعترينا حينما نسمع بوفاة و اختفاء أحدهم من على قيد الحياة ، نستغرب و نتساءل ، إلى أي مدى يمكننا الوثوق بأن الحياة لا زالت تقبل علينا ، و بأن العمر لا يزال ممتدا . هكذا هي الحياة ، و في غمضة عين و بين لحظة و أخرى ، نرى أشخاصا يغيبون ، و كأنهم لم يكونوا اصلا موجودين بيننا على هذه الأرض . نأتي دون رغبة و نرحل أيضا دون رغبة ، أنا جد متأكدة أن السيد "تيمور" كانت أمنية حياته أن ينقذ إبنه و يحتفل معه بذلك الإنجاز ، الذي سيجعل صيته يستمر بعد رحيله ، ففي إبنه جزء منه ، سيستمر على قيد الحياة ، دون أن ينسى الإبن تلك الحادثة التي نجا منها هو و ذهب ضحيتها والده ، هكذا هي الحياة تأخذ من البعض كي تمنح البعض الآخر . و حينما نرحل ، تنطفئ كل تلك الأنوار التي كانت متوهجة بوجودنا ، تخمد تلك الكتلة من الحياة و الحماس و الوجود . لا تترك لها أثرا إلا من بعض ما يتذكره الآخرون من كلامنا ... مواقفنا...و آثارنا من كل ما نتركه بعدنا.
غريبة ، بسيطة و جميلة هي الحياة ، هكذا نعيشها و نراها حينما نتذكر الموت و الفناء.
دكتورة نجية الشياظمي تكتب: وكأننا لم نكن
تعليقات