تمر ساعة من الزمن وأنا لا أبرح مكاني ولا أنوي أن أبرحه قبل أن أطمئن على عائلة النمل، الشتاء على الأبواب والحركة حثيثة بين دخول وخروج ،أسراب النمل لا تكل ولا تمل أبدا وأنا لن أكل حتى أصل إلى الحقيقة...
ترى من يكون الزوج ؟ هل هو ذاك الذي يحمل أكبر حبة قمح؟ وأين الزوجة ترى؟ وهل كل هذه الأسراب هم أولادهم وبناتهم أم أقاربهم ؟
وهل ينامون جميعا بهذه الحفرة؟
يأخذني خيالي إلى الداخل فأرى بيوتا عديدة في شكل مغاور صغيرة مقسمة إلى بيت الخزين وغرفة الطعام وغرف النوم وأكاد أرى رب العائلة جالسا في صدارة البهو يفلق قطعة قمح كبيرة أو قطعتين لإفطار الصباح وأرى الأم تبتسم ابتسامة عريضة وقد ضمنت مؤونة الشتاء البارد...
يترامى إلى أذني صوت أمي وهي تهمس لجدي: يا حاج الطفلة تحسها مهبولة شوية
فينهرها جدي قائلا : خلي بنتي تلعب،
لعبت كثيرا وتعلمت وأنا ألعب ،كل صبر النمل وايمانه بقيمة العمل والتعاون وتقاسم الأدوار وسألت نفسي كثيرا كيف سيكون مصير النملة لو كانت وحيدة ومن سيجمع معها حبات القمح وكيف ستواجه الشتاء ! قبل أن ينفذ صبري بعد سويعات وأغرق بيت النمل بطم طميمه ساكبة عليه سطلا من الماء فتطفو أسراب صغيرة متبعثرة هنا وهناك وكأنه الطوفان وأنا أردد ضاحكة: الله يرحمكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق