.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

المديرة تصرخ..بقلم/ سوسن لإسماعيل طنطاوي


المديرة تصرخ
من كتابي المرأة ونسائم الحب
 ************

كانت تصرخ علي غير عادتها زهقت من المديرة حضرت, وسيادة المديرة ذهبت, إجازة من المديرة أستاذان من المديرة ..
سألتها ماذا ألم بهاو ودفعها لهذه الحالة .
المديرة زهقت من المديرة أني أكره هذا الكرسي اللعين قالت أشعر أني سجينة له وسجينة لعاداته وتقاليده أني
أكرهه ولابد من التنازل عن أشياء كثيرة لكي أحتفظ به, لأنه حرمني من أمنيات كنت أريدها في حياتي ومن من أجله تنازلت عنها ,والآن أشعر أني أكرهه أكثر لأنه مازال يقف أمام سعادتي وهنائي وتحقيق أغلي أمنياتي.
عرضت عليها أن نذهب ونجلس في أي مكان هادئ لأعرف ما حدث لها بالضبط وبالفعل استجابت لدعوتي وجلسنا علي أجمل مكان أعشقه وأجلس فيه عندما أتعرض لأي مشكلة أو أي ضغط نفسي وهو الجلوس علي شاطئ النيل.
أردت أن أجعلها تخرج من عباءة المديرة والروتين اليومي الذي تظل سجينة لهما وتعيش بعض الساعات في سعادة وأن تشبع غريزة الطفولة التي تكون بداخلنا جميعا ولكن قيود المجتمع لا تجعلنا نفعل كل ما نريد؟
(24)
كانت تشعر بسعادة غير عادية عند صعودها المركب وكانت سعادتها أكثر عندما كانت المركب تسير بنا في مياه النيل وكنا نشاهد بعض الأشياء من قرب .
واشترينا البالونات وكنا نطيرها ونلعب بها كالأطفال كنت كلما رأيت السعادة التي هي عليها أشعر أني أسعد منها .
واندهشت منى ومن البساطة التي أتعامل بها مع الأشياء وشرحت لها أني ببساطة شديدة أني معتادة علي فعل كل هذه الأشياء مع أولادي ومع أولاد أخواتي أني أكره القيود والخضوع لكل ما يقال طالما في حدود المسموح به .
سألتني ماذا عن الحب ؟ ألم تحبين يوما ما ؟
أجبتها من الذي يستطيع أن يعيش بدون حب وأحلام وأمنيات .
آه كنت أريد أن أكون مثلك رغم كل معاناتك في الحياة لديك فلسفة خاصة تعيشين بها.
الآمر لا يستدعي فلسفة بل هناك أشياء بسيطة ونحن البشر أو بعض البشر يضعون قيود عليها دون داعي ويهولون من لأشياء رغم صغر حجمها .
والآن أخبريني عن المشكلة التي دفعتك إلي ما كنت عليه اليوم هل هي مشكلة تخص قلبك اعترفي لي الآن طالما سألتني عن الحب فهي أكيد مشكلة تخص قلبك .
قالت: أنه الموظف فلان الفلاني أنه منقول إلينا منذ فترة ليست ببعيدة لكنه أثبت نجاح هائل في عمله وشعرت ببعض الميل له وكنت في بداية الأمر أعتقد أنه مجرد أعجاب بنشاطه واجتهاده في العمل فقط لا غير وكنت أعتقد أن هذا الشعور من ناحيتي أنا فقط لكنه كان شعور متبادل بيني وبينه وصارحني بمشاعره وعرض علي الزواج وبرغم مكانتي التي أنا عليها كامرأة شعرت بارتباك وخجل ولم أستطيع أن أتفوه بكلمة واحدة.
قلت: وما العيب في هذا؟
قالت: لأني أنا مديرته وأكبر منه سنا وسأكون أضحوكة بين الناس وأكون مجال للحديث بينهم ليل نهار سيقولون عني أني مراهقة لأنهم لا يشعرون أن داخل هذه المرأة قلب شابة ما زالت تحلم وتحب ولديها الكثير من الأمنيات .
أني تأكد من حبه لي كإنسانة أني أـشعر باندماج روحاني بين قلبه وقلبي أني لم أشعر بمثل هذا الحب مطلقا في حياتي أني الآن حائرة ما بين الرفض والقبول قرار فيه سعادتي وقرار فيه تعاستي أجيبيني ماذا أفعل الآن ؟
قلت لها دعيني أفكر في الأمر ونتقابل هنا بمشيئة الله غدا في نفس المكان لنتحدث وسنصل لحل أن شاء الله.
ظلت طوال الليل قلقة وحدثتني أكثر من عدة مرات ولساعات طويلة عبر الهاتف وتريد أن أعطيها جوابا شافيا فهي لا تستطيع الأنتظار إلي الغد لكن النوم غلبني حتى سقطت سماعة الهاتف من يدي بدون أن أشعر .
وجاء موعد لقائي بها وكنت حائرة كيف أبدا كلماتي معها وخاصة بعد مكالمتي معه وجلست معها غاية في الارتباك والقلق وزائغة العينين والدموع تكاد تتساقط مني وسألتها هل أنتي متأكدة من حبه لك ومن صدق مشاعره تجاهك؟
أجابت نعم ونظرت في وجهي وسألتني هل حدث شيء هل تعلمين بشيء وتخفيه عني أذا عرفت سأقرر نقلي إلي أي مكان آخر لكن أحبني أو لم يكن صادق في حبه لي يكفيني أني أحببته وسأظل أحبه ما تبقي لي من العمر .
أنه يحبك أكثر من حبك له وأنه صادق معك .
سألتني كيف عرفت هذا وما هو الدليل علي صدق كلامك؟
أجبتها ها هو دليل صدق المشاعر التي بينكم ها هو الدليل خذيه بنفسك منه.
لم تصدق ما رأت أنه أتي إليها بنفسه ليقدم لها أجمل باقات الورد وخاتم الزواج.
قلت لها الحب الحقيقي يأتينا مرة واحدة فيجب أن نحتفظ به طالما هناك حياة مقدسة تتوج هذا الحب.
وتساءلت ما الذي يضير الناس في من يحب أو ما الذي يعترضون عليه من مشاعر إنسانية رقيقة ورائعة.
(26)
لكن أدهشني عندما رأيت المديرة تصرخ وهي تقول فلينظر الناس والمجتمع والكون كله أنه ما زال هناك حب حقيقي في الحياة برغم تفاوت الأعمار والمكانة العلمية والاجتماعية فالحب الحقيقي لا يعرف كل هذا وأن المرأة لديها قلب يحلم ويحب ويعشق حتى ولو بعد سن الستين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق