إلى متى سيظل فاقد الشيء لا يعطيه ، إلى متى سيواصل جهله و عدم قدرته على الوصول أو الحصول على ما يطمح إليه ، أو ما يود الجود به على غيره ، إلى متى و كل الأبواب مفتوحة لأجله ، إلى متى سينتظر أن يكتسب و يحصل على ما هو فاقد له و هو مكتوف اليدين و مسلوب الإرادة .
كثيرا ما نسمع هذه العبارة تتردد على ألسنة الكثيرين و هم مطمئنين و مرتاحي البال ، و كأنهم تخلصوا من مسؤولية عدم المعرفة و عدم التوفر ، لكن الأمر الخطير هو أن كل القوانين لا السماوية الإلهية و لا البشرية لا تعذر أحدا بجهله ، أبدا !!! فالكل مطالب بالمعرفة ، لأن المعرفة هي النور الذي يضيء الطريق لكل سائر على هذه الأرض ، العلم هو وحده الشمس التي لا تنطفئ أبدا لأجل أن تنير العقول و القلوب ، فكثير من العقول مقفلة و مظلمة ، و كثير من القلوب مقفلة أيضا و مظلمة ، و لكي يتحقق الهدف الأسمى من تواجد البشرية على هذا الكوكب
وجب استنارة العقول و القلوب معا ، فهذا وحده و لا شيء سواه ما يجعل الانسان حقا أمام مسؤولياته و مستحقا للتكريم من طرف الخالق .
و كل من يكتفي بندب حظه و البكاء عليه فقط دون أن يقوم بأي خطوة للسعي من أجل التخلص من قيوده الوهمية ، قيود الغفلة و الجهل و الاعتمادية ، قد يستمر في بكائه للأسف إلى يوم القيامة ، دون أن يجني أي فائدة أو أي ربح وراء ذلك أبدا .
إن كان فاقد الشيء لا يعطيه لعدم توفره عليه... فعليه تعلمه و إكتسابه بمجهوده الخاص و سعيه الحثيث ، و عزيمته التي لا تحبط .
هناك من استطاعوا الوصول إلى أمور لم تكن البشرية لتحلم بها
لولا إصرارهم و عملهم المتواصل ، في الوقت الذي نجد فيه آخرين يبررون عجزهم و خمولهم في الحصول على ما يفتقدونه بأوهن الأسباب و أضعفها .
الحياة تختار من يختارها ، و تقدر من يقدرها ، و تمنح من يمنحها ، و تمنع من يمنعها ، إنها لعبة أخذ و عطاء لا استجداء ، إنها سر جميل يحتاج من يكتشف خباياه المدهشة ، و يمدد طياته و ثناياه لينعم بكل خيراته حينما يعلم و يتعلم كيف يتم و يتسنى له ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق