.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

إنها كل شيء ، إنها حياتي .. بقلم نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي

لقد كان يوم مجيئك إلى هذا العالم أروع حدث ، و أجمله ، فقد تكلم عنه الأهل و الجيران ، و تناقلوا أخباره ، و احتفلوا به معا مرددين الزغاريد و الأغاني . انتظر الجميع أن تحقق لهم ما توسموه فيك بعد أن تكبر ، فقد كنت أنت أملهم ، لكنك خنت ثقتهم حينما خالفت اختيارهم ، و اتجهت حيث مال قلبك و رغبتك ، خاصموك جميعا منذ ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لهم ، و الميمون بالنسبة لك ، أكدت أنك أنت المعني بهذه الحياة لا غيرك ، أنت الجدير بعيشها لا هم ، أنت من سيحاسب عليها لا هم ، إنها حياتك أنت و من واجبك اتخاذ القرار و المسؤولية نحوها و بخصوصها ، فلم الانزعاج لمجرد عدم الانصياع لرغبتهم ، نحن لسنا ملكية لأحد ، و لا أبناؤنا ملكيتنا ، نحن أحرار منذ أن خلقنا الله كذلك ،فكيف يحررنا الخالق و يستعبدنا المخلوق ، كيف نحقق أحلام الآخرين و نتنازل عن أحلامنا ، كيف نظلم أنفسنا لنكون عادلين مع الآخر ، لا ظلم أخطر من ظلم النفس ، و لا عدل أخبث من العدل مع غيرها .
أناس كثيرون ظلموا أنفسهم و لم يستطيعوا أن يتسامحوا معها
بل إنهم لم ينجحوا حتى في تحقيق أحلام غيرهم ، فلا استطاعوا إرضاء أنفسهم و لا نجحوا في إرضاء غيرهم ، فكانت
الخسارة المضاعفة ، و كان السخط المضاعف ، نعيش حياة واحدة تمر في لمح البصر ، فكيف نضحي بها بسهولة و دون تفكير ، حياة منحنا الله إياها لنعيشها في أفضل و أحسن حال ، حياة نؤدي من خلالها رسالة العمر التي خلقنا لأجلها ، حياة تفتح لنا طريقا للجنة حينما نعيشها بضوابطها و بشروطها و قوانينها كما سنها الخالق لنا ، فلا حسرة أكبر من تلك التي يحس بها الانسان حينما توشك شمس عمره على الانطفاء ثم يخلو بنفسه ، فلا يجد إلا اللوم و العتاب ، لا يحس إلا بالتعاسة
بدل الفرح ، و بالكآبة بدل البهجة ، فكيف يمضي و يقضي بقية أيامه و كلما نظر إلى نفسه في المرآة كره أن يرى تلك الصورة ، صورة من خانه و غدر به و خذله ، صورة من كرس نفسه لخدمة و إسعاد الآخرين . أسئلة كثيرة تتكرر و تلح عليه دون أن يجد لها جوابا شافيا سوى أن يلوم و يعاتب نفسه دون توقف .
لِنَحْيَ و لنكن جديرين بهذه الحياة ، كي نعطيها ما تستحقه منا لتعطينا ما نستحقه منها . لنكون المثل الأعلى في عيشها بكرامة و عزة و شهامة ، لنعش لأحلامنا ،  لأفراحنا لأعمارنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق