في كل صباح هناك ألف حكاية جميلة تنسجها و تبعثها لنا أشعة الشمس الذهبية الدافئة ، تحيكها بكل حب و تفاؤل و كرم . حكايات تبوح بالسعادة و بالفرح الصادق و النابع من الأعماق ، حب للخير للتعاون للتطور للرقي و لبلوغ الجنة ، جنة الدنيا قبل جنة الآخرة .
نحتاج جميعا بل من الواجب علينا أن نعيش جنة الدنيا ، أن نتذوق السعادة من خلال المحبة و التعاون ، و إعمار الأرض و السعي للأفضل ، هذه هي رسالتنا ، رسالة البشرية التي جعلها الخالق خليفة له في هذا الكون ، الخالق منبع الحب و الخير الكبير فكيف نكون خليفة لله إذا لم نتحل بخصال الخالق . مهما حاولنا لن نصل درجة الكمال ، لكننا مطالبون بالاجتهاد لأجل التحلي و لو بالقدر القليل من صفات خالق هذا الكون ، علينا التحلي بالجمال بالكرم بالصدق بالرحمة بالغفران بالغنى بالسلام و غيرها و غيرها من كل الصفات التي لا يمكن لهذا الكون أن يستمر أو أن يعيش بدونها في أمن و أمان .
لا شيء مستحيل إلا ما نوده أن يكون مستحيلا ، نحن أسياد هذا الكون الذي سخره الخالق لأجلنا و لأجل وصولنا إلى كل ما نرجوه و نطلبه . المستحيل ألا نطلب ألا نطمح للأجمل و الأحسن و الأروع . المستحيل أن نقبع في طي الكتمان ، ألا نحرك أجنحتنا و لو كفراشة صغيرة تطير و تساهم في تغيير الكون برفرفة جناحيها الصغيرين ، حتى ما يبدو لنا ضئيلا و عديم الجدوى و الفائدة هو حقا ما يصنع الفرق على المدى البعيد و الطويل ، فنقطة الماء الواحدة رغم ضآلتها كفيلة بملإ أكبر الأنهار . و حبة القمح الواحدة كفيلة بإطعام العالم حينما يتسنى لنا جمعها معا . لا شيء في هذا الوجود يستهان به أبدا
لا شيء رغم قلته و بساطته يمكن أن يكون عديم الجدوى و الفائدة ، لكل دوره الهام و الهام جدا في تطور و رقي هذا الكون الفسيح . حتى ما تراه في نفسك قليل الفائدة هو ليس كذلك ، أنت فقط تقلل من قيمتك و قيمة مجهودك و تأثيرك الفعال في هذه المنظومة المتكاملة و المرابطة و المتفاعلة .
هكذا هو هذا الكون اللا متناهي لا شيء فيه دون أهمية ، هي أفكارنا فقط من تجعل و تعطي أو تفقد و تحرم الأشياء قيمتها الحقيقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق