.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

أجمل شجرة..تصفها نجمة التدريب العربي د. نجية الشياظمي

أحببت تلك الشجرة اليانعة كثيرا ، كانت تمثل لي كل القوة و الثراء و الكرم ، شجرة فارعة الطول ترمز في عيني للشجاعة و النضج و الصمود ، أرى فيها المرأة و كل النساء ، جدتي ، أمي ، أختي ، إبنتي و حفيدتي و كل النساء الحرات و الشريفات ، نساء يتنازلن ليكبر و يرتقي من أمامهن ، نساء يتذوق المر طواعية ليتذوق من معهن الحلو الخالص الذي لا تشوبه شائبة ،
هكذا أحببتها و كنت أتوجه إليها كل صباح لأحييها و أستمد منها القوة و الجمال و التفاؤل ، كنت أحس بها تكلمني و تخاطبني و تناديني ألا أخاف أبدا ، فكل ما أهابه لن أجد أفضل منه لأتعلم ، و كل ما أحلم به لن أجد  أفضل منه ليكون أجمل صور أنام و أصحو عليها في كل يوم . صور كثيرة تتراءى أمامي تشكل أجمل حكاية عشت أتخيلها ، لتتحقق لي في يوم من الأيام ، فهمت الآن أن الخيال هو بداية الواقع الحقيقي ، لذلك سأحرص على أن أجعل من خيالي جنة لا تقاوم ، جنة تملأها غابة من الأشجار اليانعة و الفارعة ، غابة تستوطنها أجمل الفراشات الملونة ، فراشات تروي كل صباح حكاياتها مع الزهور و الورود ، زهور تهدي رحيقها  و ورود تمنح عبيرها دون مقابل ، لتعبر عن أجمل انسجام و تعايش و تناسق يمنح السعادة كل من تأملها ، كل من فهم و استوعب دور كل مخلوق في هذه الحياة ، أحببت رقة الفراشات ، لم تكن هي وحدها ما يفجر خيالي للتفاؤل و السعادة .
اكتشفت  مخلوقات أخرى لم تكن في رقة ذات الأجنحة المذهبة  ، لكنها كانت أشد حرصا و اجتهادا مخلوقات كرمت الأنثى و جعلتها ملكة متوجة تخدمها طول عمرها ، ملكة مطاعة الأوامر ، مسموعة الكلمة بكل دقة ، لذلك كان العسل أجمل و أرقى ما كانت تبدعه بكل إخلاص و نزاهة مملكة لم يتمكن غير النحل  في أن يجعلها  مثالا للنظام و الانضباط و الإلتزام . حقا نحتاج أن نتعلم الكثير من النحل و من النمل و من الفراشات أيضا وغيرها من المخلوقات التي حافظت على نقائها و فطرتها ، في كل مرة أسأل نفسي ، هل تعلمت المخلوقات الأخرى من الإنسان شيئا ما لست أدري !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق