.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

لحظة صدق .. تصفها نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي

قد نندم في أي لحظة على أننا تصرفنا بصدق مع أناس تبين لنا فيما بعد أنهم لا يستحقون ذلك ، نأسف كثيرا و قد نكتئب لأيام و أيام ، لا لسبب سوى أننا أحسسنا ببعض الغباء و ربما بالغباء كله نتيجة ذلك الموقف ، و الذي لم يكن الوحيد في حياتنا .
فالتعود على الكذب يجعل الكاذب ماهرا في جعل الناس يصدقونه و يقعون في شَرَكه ، كما أن الصادق يصبح ماهرا في صدقه ، فيقع في شراك الكاذبين ، و قد يتعرض للغدر أو النصب مرات و مرات ، لكنه لا يعلم مدى ما يجنيه من ذلك ، فهو في كل مرة يقع و ينهض و يتعلم أكثر فأكثر ... لكن الربح الأكبر يكتشفه حينما يجد نفسه في حماية ، بين  أيد خفية لا يعلم كيف تصل إليه ، لتأخذ بيده إلى الطريق الأصلح و الأنجح و الأفسح ، بعد أن تنجيه من أيادي الشر التي كانت تود القضاء عليه و إلحاق الأذى به . قد لا يعي ذلك في لحظة من اللحظات ، لكنه حينما يكون في خلوة مع نفسه و يسترجع شريط أيامه ، يكتشف أن هناك الكثير من الفخوخ و الحفر العميقة التي نجا منها دون أن يعلم كيف تم ذلك مع أنه لم يكن له دخل في الموضوع أبدا ، لكن صدقه أنجاه ...
فالصدق ليس صفة هينة ، حتى يخسر أصحابها ، إذ لا يمكن أن يكون التحلي بالقيم و الشيم الكريمة خسارة لأصحابها أبدا .
قد نحس في بعض الأحيان أن هذا الزمان لم يعد صالحا لأي شيء مما تربينا عليه ، لم يعد صالحا لا للصدق و لا للتسامح و 
لا للإخلاص ، و لا للإجتهاد و لا لأي صفة حميدة يمكن للإنسان أن يتحلى بها ، ليكون هو نفسه قيمة مضافة للمجتمع و للإنسانية ، هكذا أصبح الناس يتهافتون على عكس كل ما هو جيد و قيم و جميل و ثمين ، خوفا من وقوعهم في الاستغلال
أو النصب و الاحتيال من الآخرين ، لكن من يملك اليقين في الخالق بأنه ما أوصانا بالخير و دلنا عليه إلا ليكافئنا لا ليعاقبنا عليه ، و البقاء دائما للأصلح و الأفضل و الأحسن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق