.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

فحم أم ماس .. ماذا تختار ؟ .. بقلم نجمة التدريب العربي د. نجية الشياظمي

تأملها جيدا بواسطة منظاره الخاص لفحص الأحجار الكريمة و المجوهرات ، وضعها فوق ذلك الميزان الدقيق لوزن الذهب ،ثم أخذ الآلة الحاسبة و بدأ في تقييم تلك القطعة المرصعة بالماس 
تم تمتم قليلا و أفصح عن ثمنها و كله ثقة بأنه قد أعطاها أكثر مما تستحق ... هكذا هم باعة الحلي و الجواهر ، يبيعوننا الحلي بأغلى الأسعار و يشترونها منا بأبخسها . 
كل هذا لم يشد انتباهي بقدر ما شدته تلك الحبيبات اللامعة و البراقة من الماس و التي كانت تزين تلك القطعة من الحلي التي كانت راقية و باهظة الثمن . 
في بضع ثواني خطر ببالي كيف استطاعت تلك الحبيبات من الماس  أن تتحول و تؤول إلى ما آلت إليه من مجرد قطعة خشب عادي إلى فحم ثم بعدها إلى ماس ثمين و غال لا يقدر بثمن ، كم من الوقت استغرقت كي تصل إلى هذه النتيجة المبهرة من الرقي و التطور ، و كم من الضغوط تعرضت لها كي تصبح قطعة ماس صافية و متلألئة ، غالية الثمن و ذات قيمة عالية تفوق كل ما يشبهها من الأحجار وزنا و شكلا . كيف تحملت كل تلك السنين تحت التراب منتظرة أن يأتي اليوم الذي تخرج فيه إلى الوجود و هي في أبهى حللها و أجملها ، في أروع شكل و أغلى قيمة .
نحن أيضا نحتاج هذا النوع من الضغوط و الاختبارات ،  التي لا تزيدنا إلا قوة و قيمة بين أقراننا ، لكن من فينا يتحمل و لا يبكي أو يتألم ، من يستطيع الصبر و الجلد و المعاناة ، قليلون فقط ، الكل يرغب في الوصول إلى أعلى المراتب ، لكن القليل فقط من يستطيع الوصول بهمة و نشاط . القلة  القليلة فقط من تتحمل التعب و السهر و الاجتهاد ....و من تتمكن من التحول من خشب عادي إلى ماس و من أناس عاديين إلى مميزين يخطفون الأنظار و يدهشونها .
النتائج الجيدة تحتاج دائما إلى وقت و صبر أطول ، إلى مثابرة أكثر ، فكما يقولون الصبر مر لكن نتائجه حلوة ، كما أن حلاوة الوصول تنسي مرارة الطريق ، و فرحة النجاح تعوض تعب السهر . النهايات الجميلة تتطلب دائما المزيد المزيد من الجهود 
و العمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق