.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

نجمة التدريب العربي د. نجية الشياظمي تسأل : من المسئول ؟!

الحياة سفينة و كل إنسان هو ربان سفينته و ملكها ، يتحكم فيها و يوجه دفتها حيث يشاء ، و حيث يتجلى له النور في أن ذلك الاتجاه هو طريق الصواب و النجاح و السعادة التي يرجو تحقيقها في حياته . لكننا للأسف نرى سفنا كثيرة في اتجاهات مختلفة ، و أحيانا اتجاهات قاتلة لكن أصحابها لا يعلمون شيئا عن ذلك و لا يعبأون . مجرد ركاب مستمتعين بالرحلة التي تولى غيرهم التخطيط لها ، غير مبالين بما يمكن أن يلحقهم جراء ذلك من أخطاء و من أخطار  محدقة قد تكون السبب في نهايتهم ، يعلمون ذلك لكنهم يتجاهلون الحقيقة ، يعيشون مرتاحين من تعب التفكير و التدبير ، و لا يستفيقون إلا عند ارتطام المركبة في عرض البحر ، ما يجعلها قطعا متناثرة فاقدة لملامحها الحقيقية ، و يبقى هو...صاحب السفينة مرتبكا ضائعا يبحث عن طوق نجاة قد يكون مجرد قشة ، لكنه باب للتفاؤل مهما ضعف ووهن لا بد من التشبث به ، فأحيانا يتشبث الغريق بغريق مثله لعله يكون سبب نجاته في الوقت الذي قد  يكون ذلك  هو سبب وفاته . تضيع المركبة و يضيع الراكب ، لكنه ليس أي راكب إنه صاحب السفينة الذي كان من المفروض أن يكون أولى الناس بقيادتها ، و تسييرها و الحفاظ عليها لتصل إلى شاطئ النجاة آمنة سليمة .
هكذا يولي بعض الناس دفة سفينتهم و حياتهم لأشخاص آخرين قد يكونوا آخر من يهتم بوصول السفينة بسلام ، أو حتى بوصولها للوجهة الصحيحة . و قد يحصل هذا طواعية لمجرد الاعتماد و التواكل على الغير... و أحيانا يكون غصبا من طرف أحدهم ، فكم من الشباب يمشون في حياتهم بخطوات آبائهم و أمهاتهم و قد فُرض عليهم ذلك ، و هم لا حول و لا قوة إلا الانصياع ، لا ننكر أن الأمور قد لا تسوء أو تخيب  دائما ، كما أنها لا تصيب دائما ! و قد لا يكون هذا عيبا في نظر الكثيرين ، لكنه يتسبب أحيانا كثيرة في الغرق والفشل ، لأن المسؤول الحقيقي عن السفينة غائب ، أو لأنه وكل مهمة القيادة لغيره و حينها وجب عليه تحمل المسؤولية اتجاه ما سيحصل عليه من نتائج مهما كانت فظاعتها و خطورتها . و في أحيان أخرى قد يكون ذلك نتيجة أنه من يمشي في حياته دون خطط مسبقة ، لذلك  لا بد و أن يجد نفسه يوما ما جزءا و طرفا في خطة غيره ، وصل إلى وجهة غير تلك التي فكر فيها من البداية، فيجرفه تيار لم يكن له أي علم به ، لكنه يجد نفسه في اتجاه و وجهة غير ما كان يفكر فيه أو يود أن يصل إليه . أسباب كثيرة و متعددة غير ما سبق ذكره ، فقد تكون أيضا  بسبب ارتباطات و علاقات مخربة و مدمرة ، يقود فيها البعض البعض الآخر إلى طريق الدمار و النهاية .
الحياة حياتك ، و السفينة أنت صاحبها و مالكها فلم تولي قيادتها لغيرك ، كن جديرا و شجاعا بذلك ، و تول قيادة أمور حياتك حيث يبدو لك ذلك مناسبا و تحمل نتائج كل خطوة تخطوها بصبر و تفاؤل و عزم و توازن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق