1- المكسب/المكسب: ليس تقنية
بل فلسفة كاملة للتفاعل هي إطار للعقل والقلب تسعى دائما لتحقيق فائدة مشتركة ورضا
الطرفين فيشعر جميع الأطراف بشعور جيد حيال القرارات التي تم اتخاذها وبالتالي
التزام بخطة العمل يجعل من الحياة ساحة تعاونية لا تنافسية فلن يسير الأمر وفقا
لأسلوبي أو أسلوبك بل وفق الأسلوب الأفضل الأعلى على أساس قوة المبدأ لا قوة
الموقف والانتصارات والفروقات
المكسب/الخسارة: هو تصور
تنافسي يقوم على أساس “إذا كسبت أنا تخسر أنت” أسلوب سلطوي “سوف تسير الامور وفقا
لطريقتي لا طريقتك” إن معتنق هذا الأسلوب يستخدم موقعه أو سلطته ليصل لما يريد
لابد أن هناك مكان لمبدأ المكسب/الخسارة في حال التنافس أو مواقف انعدام الثقة لكن
الحياة ليست كلها منافسة ولا ينبغي أن نعيش كل يوم في منافسة الحياة تتطلب في
معظمها الاعتماد بالتبادل وليس الاستقلال نحتاج إلى التعاون بيني وبينك أما
المكسب/الخسارة يفسد التعاون
-الخسارة/المكسب: “أنا أخسر
أنت تكسب” “أنا صانع سلام أفعل أي شيء من أجل الحفاظ على السلام” “هيا تفضل هاجمني
فالجميع يفعل هذا أنت الآمر الناهي” من يعتنق هذا المبدأ لا مقاييس له لا مطالب لا
توقعات لا رؤية لا يتحلى بالشجاعة في التعبير عن معتقده وأحاسيسه يشعر بالرهبة
بسهولة نتيجة للأنا القوية لدى الآخرين عليه يخفي الكثير من الأحاسيس داخله لكنها
لا تموت بل تتحرك لاحقا بطرق قبيحة فالأمراض الجسدية نفسية كالجهاز التنفسي العصبي
الدوري وهي نتاج المقت والكبت المتراكم وخيبة الأمل والتوهم التي يقمعها مبدأ
الخسارة/المكسب بينما الأولى بدل كبت المشاعر تحويلها إلى معان أكبر
الخسارة/الخسارة: عندما
يتفاعل شخصان يتسمان بالعناد والأنانية يخسر كلاهما وتصبح القسوة والانتقام هي
أسلوب التعامل بينهما الخسارة/الخسارة هي فلسفة الصراع الخلافي/سياسة الحرب فإن
كان له توجه داخلي أنه تعيس فلابد للجميع أن يكونوا تعساء مثله
المكسب: لا يفكر صاحب هذا
المبدأ بالضرورة في خسارة الآخرين و لا بأس إن حققوا غاياتهم لكن ما يهمه هو تحقيق
غاياته والحصول على ما يريد
من بين هذه الخيارات
فالأكثر فعالية منها يعتمد على الأنسب حسب الموقف أما البديل الحقيقي لوقائع
الاعتماد بالتبادل هو مبدأ المكسب/المكسب فمن يتحلى بالشجاعة ويسعى للتوصل إلى حل
يرضي الطرفين أي البديل الثالث تعاونيا لكان هذا الحل شيء لم يخطر على بال أي
منهما
المكسب/المكسب أو لا اتفاق:
إذ لم يتوصل إلى حل يحقق فائدة لكلا الطرفين فإننا نتفق على ألا نتفق و من الأفضل
إدراك الاختلافات منذ البداية حتى لا تتحول النهاية والتوقعات إلى مجرد وهم وخيال
“لا اتفاق” يشعرك بالحرية لأنك لن تتلاعب بالآخر بل أنت منفتح تحاول الوصول إلى
المشكلات العميقة فإن القبول بأي شيء أقل من المكسب/المكسب خيار ثان ضعيف يؤثر
سلبا على العلاقات بعيدة الأجل فمن الأفضل اللجوء إلى لا اتفاق كما أن هناك علاقات
وتعاملات لا يصلح معها لا اتفاق بالطبع سيكون من الأفضل التوصل إلى تسوية وهي شكل
أدنى من المكسب/المكسب
يعد مبدأ المكسب/المكسب
أساسيا من أجل تحقيق النجاح في كل أنواع التعاملات وهو يتضمن خمسة أبعاد للاعتماد
المتبادل في الحياة (الشخصية-العلاقات-الاتفاقيات-الأنظمة المساعدة-العمليات)
١-1- الشخصية: هي أساس مبدأ
المكسب/المكسب وكل شيء آخر يقوم على هذا الأساس وهناك ثلاث سمات شخصية أساسية:
أ-الأمانة: حينما نحدد
قيمنا بوضوح مع التنظيم والتنفيذ المبادر نطور الإدارة والإدراك ونقطع العهود
والوعود ونفي بها وهكذا نتمكن من تنمية سمة الأمانة والحفاظ عليها فهي حجر الأساس
للثقة المتبادلة ولمبدأ المكسب/المكسب
ب-النضج: هو التوازن بين
الشجاعة ومراعاة الآخرين فمعنى تدرج النضج في هذا الكتاب يركز على عملية النمو
والتنمية من الاعتماد على الآخرين إلى الاستقلال إلى الاعتماد بالتبادل إن مبدأ
المكسب/المكسب يتطلب منك أن تكون لطيفا مراعيا لشعور الآخرين وكذلك قويا وشجاعا في
ذات الوقت تجيد التقمص العاطفي وكذلك الثقة بالنفس فتحقيق التوازن بين الأمرين هو
جوهر النضج الحقيقي
ج-عقلية الوفرة: هي تصور
ذهني يقصد به أن العالم به ما يكفي للجميع بينما يعيش معظم الناس على عقلية الندرة
فنجاح شخص يعني فشلهم إحساسهم بقيمتهم ينبع من مقارنتهم بالآخرين أما الوفرة
الذهنية تعطي مزيدا من التفاعل الإيجابي وتطوره وتوصل إلى بدائل جديدة مليئة
بالاحتمالات والخيارات والإبداع وهذه الشخصية واقعية في التعاملات الإنسانية بدرجة
تتجاوز جميع التقنيات
٢-2- العلاقات: تغدو منبعا
مثاليا إذا كانت أرصدة البنك كبيرة وكلا الطرفين ملتزمين بفلسفة المكسب/المكسب وهي
علاقة لا تزيل المشكلات أو الاختلافات لكنها تتخلص من الطاقة السلبية المعتمدة على
الفروق وتخلق بدلا منها طاقة إيجابية وتعاونية على أساس تفهم شامل وتوصل إلى فائدة
مشتركة أما حين تتعامل مع شخص ينتهج فلسفة المكسب/الخسارة تظل العلاقة هي المفتاح
وتركيزك على دائرة تأثيرك فتستمر في الإيداع في رصيد بنك المشاعر وتستمر لفترة
أطول في عملية التواصل والإنصات مع المناقشة والشجاعة في التعبير عن نفسك حتى يبدأ
الطرف الآخر في إدراك أنك تود التوصل إلى حل يحقق مكسبا حقيقا لكليكما وكلما كنت
قويا صادقا ارتقيت إلى مستوى عالي من المبادرة والالتزام بمبدأ المكسب/المكسب يكون
تأثيرك قويا على تحويل الشخص الآخر وعلاقتك به يمكنك إقناع من حولك بالمنطق أنهم
سيحققون مكاسب أكبر لو أنهم حاولوا تحقيق ما تريدون جميعا إن الاتفاق المكتوب لا
يعني الكثير بدون رغبة حقيقية في الاستثمار في العلاقات من منطلق تناول مبدأ
المكسب/المكسب لذا تذكر أن “لا اتفاق” مطروح دائما أو الشكل الأدنى للمكسب/المكسب
– التسوية
٣-3- الاتفاقيات: قد يطلق
عليها اتفاقيات التنفيذ أو الشراكة وهي تفسير ذهني للتفاعل المنتج من الرأسي إلى
الأفقي ومن المراقبة التي تحوم حول المكان إلى المراقبة الذاتية ومن التجمد في
المكان إلى المشاركة في النجاح إنها تبتكر أسلوبا فعالا من أجل توضيح التوقعات بين
الناس المشتركين في جهود الاعتماد بالتبادل وتحقق الفهم الواضح المتبادل ومعيارا
يستخدمه الناس لقياس نجاحهم لذا لابد أن تكون العناصر الخمسة التالية واضحة جدا
أ-النتائج المرجوة: وليس
الأساليب وهي تحدد ما ينبغي القيام به ومتى
ب-الإرشادات:تحدد المقاييس
المبادئ السياسات في إطار النتائج المراد تحقيقها
ج-الموارد: تحدد الدعم
البشري المادي المتاح للمساعدة في إنجاز النتائج
د-المسؤولية: تحدد مقاييس
الأداء ووقت التقييم
هـ-العواقب: تحدد أن كانت
جيدة ووخيمة، طبيعية ومنطقية ما الذي يحدث وسيحدث نتيجة لهذا التقييم
عند السحب الزائد من رصيد
بنك المشاعر أو عدم التحلي بالثقة او عدم الرؤية العامة للنتائج المرجوة ستشعر أنه
يتعين عليك السيطرة على الناس والمراقبة السلطوية التقليدية بينما لو كان لديك
اتفاق المكسب/المكسب وهم يعلمون بالضبط ما هو المتوقع منهم عندها يمكنك الابتعاد
عن طريقهم وتكون مصدرا للمساعدة وتلقي تقاريرهم عن المسؤولية ففي حالات كثيرة يعرف
الناس من صميم قلوبهم إلى أي مدى ستتحسن الأمور إلى الأفضل فحكم الشخص على نفسه
مغذي للروح البشرية أكثر من ترك الحكم للآخرين أعطهم فرصة لتقييم أنفسهم باستخدام
معايير ساعدوا على وضعها بأنفسهم بدلا من أساليب المراقبة غير المريحة والتي
تستنزف المشاعر
إن إبرام اتفاقيات الأداء
على أساس المكسب/المكسب تتطلب التركيز على النتائج لا الأساليب إنها تطلق العنان
للإمكانيات الفردية البشرية الهائلة فتخلق تعاونا وتوازنا أكبر
٤-4- الأنظمة: لا يقدر لفلسفة
المكسب/المكسب البقاء ما لم تدعمها الأنظمة وأنت تحصل على ما تعطيه فإذا أردت
تحقيق الأهداف وتجسيد القيم في رسالة حياتك فإنك ستحتاج إلى توفيق نظام المكافأة
مع تلك الأهداف والقيم وإذا لم يتوافقا بدقة فهذا يعني أن هناك خللا بأن تقول ما
لا تفعل
دعم الأنظمة ضروري والتعاون
مهم من أجل تحقيق اعتماد تبادل حقيقي بينما لا يمكن لروح المكسب/المكسب الصمود في
بيئة تسودها المنافسة والمضاربة، وغالبا ما تنشأ المشاكل بسبب النظام وليس بسبب
الناس فإذا وضعت أشخاصا ذوي مهارات جيدة في نظام سيء ستحصد نتائج سيئة فعليك ري
الزهور التي تريد زراعتها
٥-5- العمليات: التركيز هو كيف
تصل إلى حل قائم على المكسب/المكسب بدلا من التفكير في الوسائل افصل المشكلة وركز
على المصالح والحلول المشتركة لا الأوضاع حتى تحصل على حلول المكسب/المكسب ركز في
عملية مكونة من أربع خطوات:
أ-انظر إلى المشكلة من وجهة
نظر الآخرين و اسع جاهدا من أجل الفهم والتعبير عن الاحتياجات والمخاوف الخاصة
بالطرف الآخر بنفس الطريقة التي يفهم ويعبر بها أو حتى بطريقة أفضل
ب-حدد المشكلات والاهتمامات
الأساسية ليس الأوضاع- المتعلقة بالموضوع
ج-حدد النتائج التي تشكل
حلا مقبولا تماما
د-حدد الخيارات الجديدة
الممكنة لتحقيق هذه النتائج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق