.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

انتظار..قصة قصيرة بقلم المبدعة المغربية د.نجية الشياظمي

كالعادة تنتظره كل مساء إلى أن يعود للبيت منهكا متعبا ، من طول يومه المرهق في العمل ، و بعدها من الساعات الإضافية التي يمضيها بأحد المكاتب رغبة في تحسين وضعه المادي . يحلم بتخلصه من دفع الإيجار كل شهر في مكان ضيق لا يستحق المبلغ المدفوع فيه ، لكنه لا يملك شيئا كي يحقق حلمه سوى العمل و العمل ثم العمل ، حتى انهما قررا تأجيل الإنجاب إلى وقت تتحسن فيه الظروف و تصبح أفضل مما هي عليه .
*مساء الخير حبيبتي .. عانقها بحرارة عند دخوله ، توجه مباشرة كالعادة للاستحمام
*ردت عليه بدورها و هي تعانقه بحرارة فقد كانت تنتظره كل يوم إلى أن يعود .
ذهبت إلى المطبخ لتجهز الأكل ، فقد تعودا على العشاء معا ، و رغم أنه كان دائما عشاء بسيطا و داخل المنزل لكنه لم يكن يخلو من مشاعر الحب و الرومانسية التي جمعتهما منذ أول يوم من حياتهما . كانت تحلم بإتمام دراستها في الوقت الذي كان هو يمانع فيه ، فقد كان يرغب في ربة بيت تكرس كل وقتها له و للأبناء ، و مع أن قدوم _الأبناء_تأخر برغبتهما ، لكنها كانت فعلا تكرس كل وقتها بل و عمرها أيضا في السهر على راحته ، و التخفيف عنه من أعبائه اليومية بخصوص العمل و كل تفاصيل يومه حتى الدقيق منها .
و استمر الحال على ما هو عليه إلى أن جاء اليوم الذي كان يحلم به ، فقد ترقى في وظيفته ، و أصبح راتبه الشهري يسمح بالحصول على بيت يعيش فيه مع زوجته و أبنائه المنتظرين .
طارت من فرحتها حينما أخبرها بذلك ، و بدأت تستعد للإنجاب كما اتفقا ، لكن الصدمة كانت كبيرة حينما أخبرتهما الطبيبة أن الإنجاب أصبح مهمة صعبة و خصوصا بعد كل تلك المدة التي أمضتها هناء في أخذ حبوب منع الحمل ، فقد كانت مدة لا يستهان بها ، ما تسبب في حصول مشكل يتعلق بالإنجاب .
خرجا من عند طبيبة النساء مصدومين و مهمومين . توجه احمد إلى العمل مباشرة بعد أن أوصل زوجته للبيت . 
دخلت غرفتها و جلست تبكي طويلا ، و تتساءل يا ترى سيصبر عليها هو كما صبرت عليه هي أم تراه سيفكر بالزواج من غيرها . تناولت مهدئا ثم استسلمت للنوم غير عابئة بما سيحصل بعد ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق