تعجبت و قطبت جبيني حينا تردد على مسمعي هذا الخبر عبر الإذاعة هذا الصباح :"اليوم ٢٥ من شهر نونبر اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء" شهقت و تساءلت و هل هناك شيء في هذا العالم أصبح لا يعاني من العنف ؟ ألا يكفي ما نراه من عنف هنا و هناك ، عنف ضد الانسان ، عنف ضد الطبيعة بكل مكوناتها ، عنف أصبح طاغيا على حياة كل منا: فالاسعار الملتهبة عنف ضد المستهلك و خصوصا البسيط منهم . التوتر و القلق الذي أصبح يسكننا و كأنه مس من الجن ، فلا نستقر على حال إلا و قد هرعنا إلى غيره مسرعين متلهفين لجلب الأبناء من المدرسة ، ثم لتحضير لقمة الأكل التي سيتناولونها و وجوههم منكبة على هواتفهم ، و على شؤونهم التي لا نعلم عنها شيئا ، ثم بعدها إنجاز الواجبات المدرسية و التي أصبحت و كأنها قوانين منزلة من السماء . لندخل في الجدالات اليومية عن تكاليف الحياة ، عن الفواتير التي علينا ألا نتأخر في تسديدها ، عن مشاكل الأبناء ، و بجانبها مشاكل الشغل و تفاهات الزملاء أو رب العمل نفسه .
كل هذا العنف داخل البيوت . بينما حينما نلقي نظرة من النافذة على الشارع سنرى ذلك العنف بين السيارات و أصحابها صخب و ضجيج و دخان ، و مارة لا يتوقفون عن السير بين تلك السيارات العابرة و الملتهبة بحرارة الشمس الحارقة ، و الملازمة لكل التغيرات المناخية ، التي أصبحت لصيقة نشراتنا الجوية كل يوم ، حيث يذكرونا فيها بأن مساحات شاسعة من الغابات تختفي يوميا بسبب الحرائق ، بسبب التدمير من طرف السكان المجاورين ، بسبب جفاف الأمطار . هذه الأخيرة التي أصبحت تتهاطل و تنهمر بجنون و دون سابق إنذار ، حيث تغرق الحقول بدل أن تسقيها و تروي عطشها ، جبال من التربة تنهار ، و قطعان من المواشي تأخذها السيول .
ما كل هذا العنف ، بل ما كل هذا الشر الذي لم نسمع به أبدا في السابق . أين ستظهر تلك النقطة السوداء البسيطة و التي تعبر عن العنف ضد النساء ، مع هولها و خطورتها!!! تخيلت لوهلة أننا أصبحنا وسط دائرة كبيرة من العنف ، بمساحة كوكب الأرض .
حسنا ، لنتكلم الآن عن العنف ضد النساء ، و عن تخصيص يوم في السنة لتبجيله أو للتذكير بمساوئه -لست ادري- و ما يترتب عنه في المجتمعات و خصوصا منها العربية ، حيث تكرس الثقافة السائدة من خلال التقاليد و الأعراف . كل ما في وسعها لاستضعاف المرأة أو الأنثى و تهميشها و استباحة حقوقها .
في كل سنة نفس المواضيع عن حق المرأة في العيش الكريم ، و اعتبارها فرد لا يقل قيمة و أهمية عن الرجل . هذه الأنثى التي منذ يوم ولادتها بل منذ يوم اكتشاف جنسها كأنثى و هي لا تزال جنينا في بطن أمها ، من خلال أجهزة معينة لذلك .
تبدأ المعاناة و يبدأ العار ، حينما ينذَر الوالد بقدومها بدل أن يبَشر بمولود ذكر ، منذ ذلك اليوم يستعد الجميع لتذكيرها في كل مناسبة بأنها ليست سوى أنثى، و ما عليها سوى أن تنحني و تستتر و تحجب نفسها عن العيون حتى لا تكون عرضة للأخذ من شرفها ، و بالتالي شرف عائلتها الذي يحميه الذكور ، و في نفس الوقت الذي يكون فيه الذكور انفسهم هم المسؤولون عن انتهاكه .
كل هذا لا يساوي شيئا حينما تصبح عاملة بدون أجر في بيت زوجها ،أما حينما تتعلم و تكون عاملة و مستقلة ماديا ، يستوجب عليها أن تدفع ضريبة تعلمها و اجتهادها ، ببذل الجهد المضاعف داخل و خارج البيت ، هذا إذا لم تمنع من العمل ، و كل هذا لا يساوي شيئا حينا تمتد إليها يد زوجها كي تصفعها بدل أن تهنئها على مجهوداتها و شغلها و سعيها الحثيث في تربية أبنائها و السهر على شؤون البيت .
لقد شبعنا و تشبعنا بالعنف ، حتى أصبح كل نفس من الهواء نشمه و نستنشقه ممزوجا و ملونا بالدموع و الدماء ، أصبح عالمنا عالما عنيفا بامتياز ، لم تشهد البشرية مثل هذا إلا خلال الحربين العالميتين ، و اللتين شهدهتما البشرية منذ أكثر من سبعين عاما .
كل هذا العنف داخل البيوت . بينما حينما نلقي نظرة من النافذة على الشارع سنرى ذلك العنف بين السيارات و أصحابها صخب و ضجيج و دخان ، و مارة لا يتوقفون عن السير بين تلك السيارات العابرة و الملتهبة بحرارة الشمس الحارقة ، و الملازمة لكل التغيرات المناخية ، التي أصبحت لصيقة نشراتنا الجوية كل يوم ، حيث يذكرونا فيها بأن مساحات شاسعة من الغابات تختفي يوميا بسبب الحرائق ، بسبب التدمير من طرف السكان المجاورين ، بسبب جفاف الأمطار . هذه الأخيرة التي أصبحت تتهاطل و تنهمر بجنون و دون سابق إنذار ، حيث تغرق الحقول بدل أن تسقيها و تروي عطشها ، جبال من التربة تنهار ، و قطعان من المواشي تأخذها السيول .
ما كل هذا العنف ، بل ما كل هذا الشر الذي لم نسمع به أبدا في السابق . أين ستظهر تلك النقطة السوداء البسيطة و التي تعبر عن العنف ضد النساء ، مع هولها و خطورتها!!! تخيلت لوهلة أننا أصبحنا وسط دائرة كبيرة من العنف ، بمساحة كوكب الأرض .
حسنا ، لنتكلم الآن عن العنف ضد النساء ، و عن تخصيص يوم في السنة لتبجيله أو للتذكير بمساوئه -لست ادري- و ما يترتب عنه في المجتمعات و خصوصا منها العربية ، حيث تكرس الثقافة السائدة من خلال التقاليد و الأعراف . كل ما في وسعها لاستضعاف المرأة أو الأنثى و تهميشها و استباحة حقوقها .
في كل سنة نفس المواضيع عن حق المرأة في العيش الكريم ، و اعتبارها فرد لا يقل قيمة و أهمية عن الرجل . هذه الأنثى التي منذ يوم ولادتها بل منذ يوم اكتشاف جنسها كأنثى و هي لا تزال جنينا في بطن أمها ، من خلال أجهزة معينة لذلك .
تبدأ المعاناة و يبدأ العار ، حينما ينذَر الوالد بقدومها بدل أن يبَشر بمولود ذكر ، منذ ذلك اليوم يستعد الجميع لتذكيرها في كل مناسبة بأنها ليست سوى أنثى، و ما عليها سوى أن تنحني و تستتر و تحجب نفسها عن العيون حتى لا تكون عرضة للأخذ من شرفها ، و بالتالي شرف عائلتها الذي يحميه الذكور ، و في نفس الوقت الذي يكون فيه الذكور انفسهم هم المسؤولون عن انتهاكه .
كل هذا لا يساوي شيئا حينما تصبح عاملة بدون أجر في بيت زوجها ،أما حينما تتعلم و تكون عاملة و مستقلة ماديا ، يستوجب عليها أن تدفع ضريبة تعلمها و اجتهادها ، ببذل الجهد المضاعف داخل و خارج البيت ، هذا إذا لم تمنع من العمل ، و كل هذا لا يساوي شيئا حينا تمتد إليها يد زوجها كي تصفعها بدل أن تهنئها على مجهوداتها و شغلها و سعيها الحثيث في تربية أبنائها و السهر على شؤون البيت .
لقد شبعنا و تشبعنا بالعنف ، حتى أصبح كل نفس من الهواء نشمه و نستنشقه ممزوجا و ملونا بالدموع و الدماء ، أصبح عالمنا عالما عنيفا بامتياز ، لم تشهد البشرية مثل هذا إلا خلال الحربين العالميتين ، و اللتين شهدهتما البشرية منذ أكثر من سبعين عاما .
و رغم أننا لا نعيش حربا عالمية جديدة ، لكن أوضاع كوكبنا تنذر بخراب و فناء وشيك ، فالبشرية التي لا تملك و لا حتى النزر القليل من الإنسانية !!! و لم تدخر جهدا في أن تكرس كل ألوان أسلحة الدمار و الخراب الشامل ، و كأنها تنتقم من نفسها دون أن تعلم الأسباب الدافعة لذلك ، و لعله اللاوعي الذي بنيت عليه من خلال ما وصلنا من مأساة قابيل مع أخيه هابيل . و كل عام و كل نساء الأرض بل سكانها باكملهم في سلام و أمن و أمان و محبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق