صباح هذا اليوم ، و حيث كان صهري يضبط التلفاز كي نتمكن من مشاهدة مباراة المغرب مع كندا ، ضمن تصفيات المونديال
كلمت والدتي التي كنت قد وعدتها في المرة السابقة ، على حضور المقابلة الثانية معها ، و هذا الصباح حينما اخبرتها أنني قد لا أذهب لأحضرها هناك ، أحسست في نبرتها نوعا من العتاب غير المعلن عنه ، هي امي و انا اعرفها كل المعرفة ، و فعلا كنت لا أنوي الذهاب ، فقد أصبح جو هذا اليوم ممطرا ، و قد ينالني بعض البلل من امطاره ، لكنني و لوهله انتبهت لنفسي و انا اقول ، ابنتي و زوجها و بناتها هنا بفضل الله ، لكن ماما ؟؟؟!!!، فعقدت العزم على أن أذهب لعندها و احضر معها هذا الحدث الكروي الجميل ، و الذي لا يتكرر كل يوم ، و خصوصا بحضور ماما حبيبتي ، هكذا رأيت أن واجب زيارة ماما و تطييب خاطرها أهم بكثير من اي شيء آخر ، حتى و لو كان زوج ابنتي و ابنتي نفسها سوف يغضبان من ردة فعلي تلك .
في كثير من الأحيان تكون لدينا أولويات ، و فجأة قد نغير ترتيبها لأي سبب يستحق ذلك ، فما أحوجنا للمرونة التي تمكننا من القيام بذلك ، و عدم التعصب و التصلب لموقف معين دون سواه ، لمجرد التفكير في أن ذلك قد يكون في غير محله ، أو قد يغضب بعضهم منا ، لكننا في أحيان كثيرة نندم على ذلك ، وخصوصا حينما نجد أن اناسا فارقونا و لم يعد بإمكاننا وضعهم ضمن اولوياتنا .
نحتاج أن نفكر دائما في المستقبل الأفضل لكننا في حاجة أكثر للمحافظة على ماض أفضل و أجمل مع من احببناهم من كل قلوبنا ، لكننا لسبب من الأسباب لم نستطع أن نعبر لهم عما يجول في خواطرنا و ما يعترينا تجاههم من مشاعر فياضة ،لم نتعود على الإفصاح عنها ، كما تعودوا هم أيضا على عدم إظهارها لنا في الوقت الذي كنا في أشد الحاجة لها .
نحتاج في كل مرة إلى إعادة ترتيب اولوياتنا ، فربما هناك ما يستحق أكثر، و قد لا نتذكره إلا بعد فوات الأوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق