هو لغة من المسامحة، وهي المساهلة، والتسامهو التساهل، أما في الاصطلاح فالتسامح هو: الصفح والعفو والإحسان، والذي يقابله التعصب والتطرف والغلو.
والتسامح خلقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ، رغَّب به الشرع وحبب المكلفين فيه، وجعله منهاجاً لتعامل المسلم مع إخوانه، ووردت الشريعة بعشرات النصوص المرغِّبة به. وقد ثبت في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رحم الله رجلًا سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى).
أنواع التسامح في الإسلام ولمّا كان من معاني التسامح ومفهومه ما يقابل التعصب والتطرف والغلو كان من أنواع التسامح: التسامح الديني، ولهذا النوع من التسامح أهميته البالغة في تصورنا للدين الإسلامي وموقفنا من الآخر في الوقت المعاصر.
يعتقد الإنسان المسلم أن الأنبياء إخوة جاؤوا بجوهر رسالة واحدة وهي التوحيد فلا تفاضل بينهم من حيث الرسالة، وأن على المسلمين أن يؤمنوا بهم جميعاً مع الإقرار على أن محمد -عليه الصلاة والسلام- خاتم الأنبياء والمرسلين صاحب الرسالة الخالدة.
يعتقد المسلم أن العقيدة لا إكراه عليها، وقد قال -تعالى- في القرآن الكريم: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ).[٤] الاختلاف في المعتقد لا يجعل الإنسان المسلم يتعدى على غيره المخالف له في الاعتقاد بالضرب والقتل.
والتسامح الديني ضرورةٌ هامّة؛ لأنها القاعدة الأساسية في تعالمنا مع الآخر، ذلك أن الاختلاف أمر قدره الله -تعالى-؛ لتقوم الحجة على المخالف لكن ليس للاقتتال والنزاع.
أما ما نجده ممن حولنا من التنوع في الأعراق والأجناس والألوان واللغات فإنما يدعونا إلى التعارف والتقارب، لا التنافر والتفرق، هذا ما يمكن تسميته بالتسامح الثقافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق