التسامح هو افضل واسمى صفة من الصفات التي يتخلق و يتحلى بها الانسان اذا استطاع ان يتمالك اعصابه ويكظم غيظه ويعفو او يغض نظره ويقفل اذانه عما يرى ويسمع مما حوله في محيطه ومجتمعه ومن اصدقائه ومن اخوته واهل بيته وفي عمله وفي كل مكان.
هذه صفه ساميه جدا لا يتصف بها الا من كان قريبا وذو قرب من الله سبحانه وتعالى لان الله قال بما معني الآية ان تعفو وتصفحوا فهو خير لكم.
التسامح ان تنقي قلبك من الغل والغيظ وتغفر وان لا تذكر اطلاقا ابدا، بل وتتناسى لاي الم او أذى واجهته في حياتك كان سببه احدا من اعوانك او اصدقائك او اخوانك او اي احد كان، ومن عفا واصلح فان اجره على الله.
انا لا اسعى ان انال حقي بنفسي من اي شخص اخطا بحقي.
فَلِنُسامح وننسى ونترك الامر الى الله فالله سبحانه وتعالى كفيل بان يعوضنا خيرا ويعفو ويصفح عن كثير.
هناك الكثير من الادله والشواهد من القران الكريم ومن الاحاديث النبويه الشريفه لا تحضرني الآن ولكن بالتسامح تستطيع ان تبلغ أعلى مراتب الجنة ويعوضك الله باحسن مما خسرت ويصبح لك شأن ويتناقل ذكرك الطيب الناس ومنهم من تصبح لهم قدوة يتعاملون بها.
التسامح يحسن العلاقات ويدعمها بالود والتآلف والثقة ويوطد المحبة
والتسامح من اهم الوسائل التي تجعلك ان تعيش مرتاح النفس هادئ البال سعيد الحال تشعر بالرضى وتتفاءل بالعواقب لا تحمل في قلبك اي غل على احد تواجه الناس بقلب سليم ووجه سعيد ودع كل ما يؤذيك لله.
كل انسان حر بما يفعل ولكن انت عليك من نفسك لانك انت لا تقدم هذا التسامح للانسان لنفسه وانما انت تتبع ما امر به الله تعالى وإن الله يعفو ويصفح ويسامح فمن نحن كي لا نسامح!!.
وهذه الصفه نادره جدا وقليلون من يتحلون بها ولو عرفوا قيمتها ما ترددوا ابدا.
في احد الايام حصل موقف واجج نارا اشتعلت في قلبي بسبب موقف جدا صعب اخرج مني جميع انواع الشيط والغضب والغيظ وكنت اتحدث بصوت مرتفع مع نفسي بيني وبيني من شدة وقعه المؤذي على نفسي هذا لأن المفاحأة اخرجت كل غضبي وغيظي وصممت ان يحضر الذي اردت ان اعاتبهم واناقشهم وافهمهم ظلمهم وخطئهم مدافعة عن نفسي. وقبل حضورهم.. اخذت
أهدئ نفسي واستعين بالله على ان لا اقول الا ما يرضي الله كي لا اشعل بعتابي النار اكثر وتكبر الفجوة بيني وبينهم أكثر رغم اني صاحبة الحق واريد حقي والله يعلم بظلمهم لي..
اردت ان يصلح الله ما بيني وبينهم.
ليس بالسهل ان تخسر احبابك او تبيعهم بل اكسبهم وعرفهم عن نفسك اكثر اخجلهم باخلاقك وكن انت السباق في الاصلاح ما بينك وبينهم.
ماذا فعل اخوة يوسف بيوسف لكنه سامحهم دون ان يعاتبهم.. وهذا من سمو الاخلاق ورفعتها.
وعندما حضر من اردت معاتبتهم جاهدت نفسي بابتسامة مريحة وبصوت هادئ وبنفس الترحيب الذي اعتدته دوما مع كل الاحباب رغم ان وجوههم كانت متجهمة الا انهم سرعان ما تغيرت ملامح وجوههم وبادلوني بنفس الابتسامة وبنفس الاحترام. رغم غيظي واصراري على حضورهم لنتفاهم.
لم اعاتبهم ولم اذكر لهم شيئا مما حصل منهم وكلما اردت الحديث اشعر لجاما فوق لساني يمنعني لاني نويت التسامح.
وامضينا وقتا ممتعا وكانت اجمل سهرة. ثم انصرفوا دون عتاب او اثارة فوضي نقاش. بل كانت تعلو علي وجوههم ابتهالات السعادة.
اليوم اذكر هذا الموقف ولا اتذكر شيئا من الأذى الذي بدر منهم. ولا احمل في قلبي الا الحب ورجعت العلاقات افضل من قبل بل وازدادوا احتراما وتقديرا وصاروا اكثر انتباها وصاروا يكثرون من الاعتذار الفوري لاي هفوة او كلمة تقع منهم .. يخافون على احاسيسي.
هكذا انتهى الامر وكأن شيئا لم يكن.
اذن اطفئ نار غيظك بالذكر وتعامل بالحب فسلامة قلبك تسلمك من اذى البشر.
اذا اردت السلامه مع من تحب فلا تعاتب ولا تجرح ولا حتى ان كنت مجروحا واترك الامور تهدأ فان نفسك سوف تهدا بعدها.
التسامح من ارقى واسمى الصفات التي يتصف بها الانسان اذا استطاع
المواقف في حياتنا كثيره لا تنتهي والعلاقات لا تنتهي عند اي موقف.
دائما هناك امور مزعجه في الحياه لا يمكننا منعها ولكن بالطبع نستطيع الحد منها بل وايقافها.
وأطباع البشر تختلف وكل شخص وله طبعه.
يصله الكلام المؤذي وينوي الانتقام وينفجر وانت لا تعرف ماذا يحصل لك ولكن عندما تهدأ وتُعَلِّم نفسك ايها الانسان كيف تهدأ.
لا يهمك ما يفعله او يقوله البشر واجعل همك كيف ارضي الله رب البشر.
وفي الختام اقول
سامح الله كل من اذانا في كلمه او قول او فعل ونرجوا الله ان يثبتنا وان يصلح حالنا وحال اخواننا واخواتنا المسلمين ويهدينا على ان لا نكون نحن ابدا سببا لاذية احد او اثارة غيظهم...
دمتهم بخير وسلامة قلب والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
م. د. هناء اديب بدير
سفيرة الانسانية وحب الخير والسلام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق