و بعد أن كتبت مقال "قلوبنا لا تعرف التجاعيد "و ذلك إيمانا مني بأن الزمن ليس له تأثير على شباب و جمال قلوبنا مثلما هو بالنسبة لوجوهنا و أجسادنا ، لكنني اليوم و لشدة ما تصادفني على مواقع التواصل الاجتماعي كميات كبيرة من الإعلانات عن كريمات محاربة التجاعيد بالإضافة إلى مراكز التجميل و شد البشرة ، فكرت فيما إذا كان بإمكاننا التأمل فيما إذا كانت قلوبنا لا تحتاج نفس الاهتمام منا كما هو الأمر بالنسبة لجمال بشرتنا و رونقها ، هل فكرنا يوما في أن تكون قلوبنا أكثر إشراقا و بهاء و ما يلزمنا لذلك ؟ لماذا نصب كل اهتمامنا على الشكل فقط ؟ و ننسى أن المضمون هو بنفس الأهمية إن لم يكن أكثر . لماذا تغرينا الوجوه المشدودة دون أن نلتفت إلى ما تخفيه قلوبها ؟أليس من الأولى أن نهتم بالأعماق ؟ فهي تشبه الجذور العميقة لتلك الشجرة الوارفة الظلال و الجميلة المنظر ، لأن تلك الجذور القوية و السليمة هي ما يضمن جمال الشكل و بهاءه ، في الوقت الذي لن تستطيع تلك الجذور مقاومة عوامل الزمن عليها إلا من خلال التعامل معها بطريقة معينة ، هل سبق و فكرنا في الأمر ؟ ليس هناك مشكلة لنفكر معا و نتأمل ، ماذا تحتاجه كل شجرة نود المحافظة على قوتها و جمالها ، أليست أول خطوة هي مراقبة الطريقة التي تتغذى بها و ترتوي ، ليس كما فقط و لكن نوعية و كيفا ، نحن جزء من الطبيعة ، و كل ما فيها هو انعكاس لما هو فينا ، فالتربة الصالحة و هي المنبت و التربية التي حصلنا عليها في الصغر و ما تضمنت عليه من قيم و مبادئ راسخة ، ثم المياه النقية التي تبقى بها ، و كل ما تتطلب تلك الشجرة من مواد عضوية و معادن تساهم في خضرتها و إزهارها كي تثمر و تنتج بما يتناسب مع ما أخذته من إهتمام و رعاية ، فهل نستطيع الربط بين هذه الشجرة التي جعلتها رمزا للإنسان و بينما تحتاجه قلوبنا من رعاية و إهتمام، بتنظيفها و تنقيتها من كل الشوائب :من البغض و الحسد و الغيرة من كل ما يشوه جمالها و نقاءها ، هذا ما تحتاجه قلوبنا لنحافظ على جمالها كي تناسب جمال وجوهنا و أشكالنا، فما فائدة وجوه جذابة تخفي قلوبا سوداء منفرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق