من منا لم يتعثر في الخطوات الأولى من حياته، من منا لم يسقط و لم يتألم و لم يبك و لم يتردد في ان يتقدم الى الامام ليتعلم المشي ، ليتعلم السير ، ويمضي قدما في حياته ليحقق ما يحلم به و ما يتمناه . نحن لا نذكر ذلك اكيد، لكننا راقبنا الأطفال من أبنائنا او أبناء الآخرين ، و عايشنا تخوفهم وترددهم، و هكذا تكون اول خطوة في أي طريق أثناء رحلة الحياة أصعب وأهم خطوة. نخاف من التجربة الجديدة ، نتردد في خوضها والإقدام عليها ، فالإنسان دائما يخاف من المجهول و اللامعتاد ، من شدة تعودنا على المألوف نطمئن و نركن للعادي و السهل و البسيط ، و نتجنب خوض غمار المغامرة ، رغم أن روعة الحياة في اكتشاف الجديد، في كسر الروتين ،في الخروج من منطقة الراحة ، منطقة الركود والجمود. لكن المجهول يبقى دائما مخيفا و مرعبا لأن نتائجه غير معروفة ولا مضمونة .
نعم كم هي مرعبة تلك الخطوة الجبارة ، بل كم هي مباركة و ميمونة ، بها تفتح أبواب الخير والنجاح، بها يصبح العالم أجمل وأوسع و أسعد.
سنكون في قمة الشجاعة حينما نقبل عليها ، حينما نقدم عليها بكل فخر وحزم ، لتكون بداية للمشوار الطويل الجميل، ليس لأنه مفروش بالورود ولكن لأنه مفروش بالإنجازات و التحديات ، هكذا تحلو الحياة حينما تكون وسط غمار الحماس والاجتهاد والحركة والإقبال والادبار، هكذا نحس بوجودنا كأناس يؤدون رسالتهم التي خلقوا من أجلها. والتي خلقت من أجلهم ، هكذا يبدو العالم مليئا بالفرص لكل من يسعى من أجل الوصول إلى القمة ، لكل من تعب من المكوث في القاع المكتظ المزدحم. لكل من يؤمن بأن الحياة عمل واجتهاد وليس حظوظا وواسطة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق