و منذ ٢٤ من شهر فبراير بدأ يصم آذاننا قرع طبول الحرب عن طريق ما تتداوله وسائل الإعلام المختلفة المقروء منها و المسموع ، و ذلك بين الناتو و روسيا بسبب دولة أوكرانيا و التي تود الانضمام إلى الحلف الأول بعدما تفكك الحلف الثاني بسبب تشتت الاتحاد السوفياتي سابقا حيث تصبح خطرا شديدا على جارتها ، و هكذا أحسسنا بأنفسنا و قد انتقلنا بسرعة رهيبة من محنة إلى أخرى حتى لم يمنحونا فيها مهلة التقاط الأنفاس ، خصوصا و قد كنا بصدد الخروج من أزمة كورونا ...هاته التي أنهكت قوى القوي قبل الضعيف ، حتى أنه أصبح يخيل إلينا أن العالم بمجرد أن أخذ يستعد للخروج من حرب صحية بغيضة لم يحص فيها ضحاياه بعد ، وجد نفسه يغرق في حرب حقيقية تأكل الأخضر قبل اليابس ، و النساء و الأطفال قبل غيرهم .فقد كانت هذه الفئة دائما هي المستضعفة و الأكثر تعرضا للتشرد و الضياع .
وقفنا مشدوهين أمام ما يصلنا من صور مرعبة من عين المكان ، من عتاد حربي ثقيل و من أدخنة متصاعدة ، لمواد سامة كانت تقذف على سكان البلد المستهدف ، على الأوكرانيين أنفسهم ، و بين مندد و مهدد و متوعد ، بقي العالم يحبس أنفاسه منتظرا الإعلان عن الحرب العالمية الثالثة ، و من سخرية القدر أن جلنا قد يكون سمع عن مقولة أحد قادة الحروب حينما سألوه " ماذا يمكن لك أن تقول لنا عن الحرب العالمية الثالثة؟ فأجاب ساخرا : لا يمكنني أن أتكلم أو أصف الحرب العالمية الثالثة لكن يمكنني أن أتكلم عن الحرب العالمية الرابعة و التي ستكون بالعصي و الحجارة ...
و مع هذا التقدم التكنولوجي المهول و الذي نشهده حين تصبح الآلة بديلا للإنسان حتى في المشاعر و العلاقات نتساءل ، أو لم يكن بإمكان أحدهم أن يخترع لنا حقنة للمحبة ، نأخذها على جرعات كما أخذنا لقاح كورونا ، و ليحددوا فيها ما يشاؤون من جرعات فلا مشكلة ، طالما انها ستؤلف بين القلوب و تلم شملهم
قد يكون الآن مجرد حلم لكن من يدري ، قد يقرأ أحدهم هذا الكلام يوما ما حينما يكون قد تحقق ذلك ، فيحس بمعاناة اهل الأرض منذ عام ٢٠٢٠ ، فلننتظر لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق