طعمه أحلى مما يوجد في هذا العالم ، غير أن حلاوته لا يحسها اللسان و لكن يحسها العقل و القلب معا ، فحلاوة الفوز لا تقاس بأي حلاوة في هذا الوجود ، و لأجله يسهر محبيه و يجتهدون ، و لا يهدأ لهم بال إلا بعد تحقيقه و الحصول عليه ، و في نفس الوقت هناك من لا يبالون و لا يعبأون به سواء حققوه أم ضيعوه .
يشبه النجاح شجرة الفاكهة التي نراعيها منذ أن نزرعها تحت التراب و هي بذرة صغيرة لا قيمة لها ، إلى أن تكبر و تينع و تثمر ، حينها فقط نتنفس الصعداء و نحمد الله و نفرح ملأ قلوبنا ، فما أحوجنا إلى تلك الفرحة العارمة التي تخترق أوصالنا ، فتبعث في كل جزء منا إحساس الفخر و الفرح و الزهو ليس غرورا و لكن اعتزازا بالنفس ، فهو اعتزاز مشروع لكل من عاهد نفسه على المضي قدما ، خطوة بعد خطوة إلى أن يمسك بحلمه الجميل الذي ظل يداعب مخيلته و جفونه ، و من يتذوقه لأول مرة لن يتوانى في البحث عنه و الحصول عليه مرات و مرات ، لأن الحياة بدونه تصبح بلا طعم ، و من عاش حياة بلا طعم فكأنما لم يعش أبدا ، و هو إنما مر من هنا فقط كي يسجل تاريخ ميلاده و وفاته فقط ليختفي و يُنسى للأبد .
الحياة ميدان للتباري من أجل الفوز و النصر ، حيث يكتب التاريخ إنجازات كل فرد منا على وجه هذه البسيطة ، إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . قد يستغرب البعض من المعاناة التي يتحملها البعض الآخر لأجل حمل لواء النصر و الفوز ، معتبرين ذلك ضربا من الجنون ففي النهاية كلنا راحلون و متساوون تحت التراب .فما الداعي لكل ذلك الجهد و الكد . و كما يستغرب أصحاب الضمائر المستريحة من تعب أولئك المنهكين ليل نهار يستغرب هؤلاء أيضا من الفئة الأولى ، و لأن الله خلقنا و سيحاسبنا فرادى ، فإن كلا منا مسؤول عن نفسه فقط ، و لا علاقة له بالآخر ، و الحمد لله أنه خلقنا كذلك و إلا لكانت هناك صراعات قوية بين الفئتين و كل واحدة تود فرض رغبتها و سيطرتها على الفئة الأخرى ، لكن الله سلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق