.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

مظلة في يوم مشمس..بقلم د.نجية الشياظمي

لم أنتظر كثيرا ذلك الصباح ، فقد كانت القاعة شبه فارغة خصوصا و أن في يوم الخميس يشارف الأسبوع على نهايته عكس اول أيامه ، و بعد أن أتممت ما جئت من أجله وعند مغادرتي لاحظت مظلة أحدهم معلقة في إحدى الزوايا من الجدار ، أثار الأمر فضولي فقد كنا في نهاية فصل الشتاء و الذي لم يجُد علينا هذه السنة كما كان يفعل من قبل ، فالمنظر العام للطبيعة يبدو شاحبا ، حتى ما كان مخضرا منه بدأ في الذبول و أخذ اللون الأصفر ، بل إن ذلك اليوم كان مشمسا من بدايته ، فما الداعي لحمل المظلة في ذلك اليوم ؟ تساءلت مع نفسي و لم أجد جوابا أقوى من التفاؤل ، فالتفاؤل وحده من يجعلنا نحطم كل القواعد و الحسابات التي تعودنا عليها و أصبحت روتينا في حياتنا ، فقد نحمل مظلة في عز احتلال الشمس لكبد السماء ، تأملا في توقع أن تجود علينا السماء بخيرها ، كما قد نرتدي قميصا خفيفا قصير الأكمام تحسبا لارتفاع حرارة ذلك اليوم .
و قد نصادف العديد من المواقف مثل هاته ، حينما تتوقع الأم وصول ابنها من السفر ، فتجهز له سريره و تضع طبقه على المائدة تحسبا لوصوله في أي لحظة ، حتى أن البعض قد يعتقد أنها تخرف ربما ، و قد نسيت أن من تنتظره لا يمكنه الحضور بهذه السرعة ، لكنه يحضر في آخر لحظة و كأن القدر يود إلا أن يجبر بخاطرها ، أو أن يؤكد لها أن ما تتوقعه يحصل دائما ، إنه حسن الظن. أو كما يفعل الطفل الصغير الذي ينتظر كل يوم حلول عيد ميلاده ليحصل على ما تم وعده به من هدايا ، فيجهز لها مكانا في غرفته بدل تلك اللعب التي بدت في عينيه قديمة و لم تعد تستحق تلك الواجهة من الغرفة فهناك شيء أهم يستحق مكانها . 
أو كما يفعل ذلك العاشق الذي يأتي لموعده الأول حاملا باقة من الزهور غير فاقد للأمل في حضور حبيبته للموعد المحدد و غير متحسب لعدم حضورها أو حتى تأخرها . 
هكذا هو الأمل و التفاؤل ، يجعل صاحبهما وحده الموقن في حصول ما يتوقع ، و من يتوقع خيرا سيحصل عليه و من يتوقع غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، إنها توقعاتنا و ظننا برب العالمين ، فما كان الله ليخيب ظنوننا أبدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق