لم أعد أطيق تلك الملامح البائسة التي لا زالت بقاياها متراكمة في أركان فؤادي ، أود التخلص منها و بسرعة ، هي من آلمتني ، من خذلتني ، من جرحتني ، نسيتها منذ زمن لكنها تظهر لي في كل مرة أتذكر ما سببته لي من معاناة ، لكنني اليوم قررت أن أرمي بها خارج أبواب ذاكرتي و أحاسيسي و كل ذرة مني ، لن أكرهها فأنا طيلة حياتي لم أتعلم بل فشلت في أن أتعلم كيف اكره اي أحد مهما اساء الي ، كنت أغضب شديد الغضب ، كنت أثور و أصرخ و أفعل كل ما يخفف عني ساعتها ، لكنني ما أن اهدا حتى انسى كل شيء ، و بذلك لم أتمكن من أن أتعلم ذلك الخُبث الذي يطلقون عليه الذكاء الاجتماعي ، لم أستطع أن اتعامل بالمثل ، لأنني لا أرضى إلا أن أتعامل بما يمثلني أنا لا أن اتبنى تفاهات الآخرين . سأكنس و أنظف كل جزء مني مهما صغر ، سأغسله بماء الورد ، و أبخره بخشب الصندل و المسك و كل ما طاب من روائح و عطور . لأنه قلبي الذي كان دائما نظيفا
لكنه تلوث و أصابته العدوى من بعض ما كان يلامسه و يجرحه
بين الفينة و الأخرى ، لكني اليوم قررت أن أبقيه نظيفا طاهرا على قدر استطاعتي ، نحن بشر و لسنا ملائكة ، لكننا متفاوتون جدا في درجات البراءة و الطهر و الخبث و الشر .
هذه رسالة صديقتي العزيزة ، منتظرة ردي
أجل انت على حق كما كنت دائما أيتها الرائعة ، فقد عرفتك جيدا و طويلا و عن قرب ، فقد كنت أستغرب من درجة تحملك القوية لكل الإساءة التي كانت تلاحقك ، و كنت أشفق عليك كثيرا من نفسك ، لكنني لم أكن أجرأ أن أتدخل في أمورك ، و كنت أُقدر و أستغرب احترامك للناس أكثر من نفسك ، كنت أرى في أعينهم المكر و الجشع و الأنانية و كنت أعلم أنه سيأتي يوم تضعين فيه حدا لكل ذلك ، كنت على يقين أنك ستنتبهين لنفسك و تطردين الأشرار من عقر قلبك و أعماقك .
هنيئا لك حبيبتي فقلوبنا ليست مقابر للجاحدين ، دعينا ننظف معا كل تلك البقايا النتنة و ندفنها بعيدا و ننساها إلى الأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق