.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

العدو الأكبر و الأخطر..بقلم د. نجية الشياظمي

ليس هناك من هو أخطر على الإنسان من الإنسان ، و من نفسه هو أيضا في الكثير من الأحيان ، لأن ما يكرس عداوة الآخرين لنا هو تبني آرائهم و أفكارهم و اعتبارهم القدوة مهما كان جهلهم و غباؤهم ، هنا نضيف عدوا جديدا للحصيلة المتواجده ضدنا مسبقا ....
و كم من الناس أَوْدَوْا بحياتهم للهلاك حينما وضعوا اعتبارات
معينة فوق ما تستحق ...سوى أن الكثيرين أجمعوا على فكرة معينة و للأسف كانت خاطئة في كثير من الأحيان...
و قد أثار إنتباهي هذا اليوم مناقشة موضوع المرض النفسي ، و مدى إهتمام الناس بالصحة النفسية و مدى إهتمامهم بمراجعة الطبيب ، أو المعالج النفسي في حال التعرض لأي أزمة نفسية .فكان الغريب و الخطير في الأمر أن أغلب الناس يعتبرون المرض أو الاضطراب النفسي ضربا من الجنون ، و بذلك فهم لا يفضلون الذهاب إلى الطبيب النفسي إما لأن ما يتداوله الكثيرون ، هو أن الأدوية المعالجة تسبب الإدمان  لدي المتعالج أو الطبيب ، و هذا ليس صحيحا إلا في حال عدم مراجعة المتعالج لطبيبه كي يغير له العلاج كل ثلاثة أشهر حتى لا يصبح مدمنا على نفس الدواء أو العقار . لكن المؤسف هو نظرة المجتمع و المحيط للمريض بتلك النظرة المفعمة بالاتهام و الشك و الريبة في قدراته العقلية . ما يجعل الكثيرين يمتنعون عن المتابعة مع المعالج المختص في حال تدهور النفسية و اضطرابها ، و كم من المرضى أقدموا على الانتحار لعدم تمكنهم من الاستمرار في البقاء على قيد الحياة بتلك المعاناة و التعب النفسي ، و الذي قد يستهين به الكثيرون منا أحيانا لاعتقادهم أن ذلك يحصل نتيجة ضعف الإيمان و الإرادة ...و فعلا للإرادة دور كبير في متابعة العلاج و القدرة على الخروج من دائرة التعب النفسي المفرغة و المغلقة ... لكننا نحتاج في كثير من الأحيان الاستعانة بالأخصائيين في الكثير من الأحيان يساعد كثيرا في تجنب الوصول لنتائج كارثية بالإضافة إلى دعم الأهل و الأصدقاء . و في هذا الإطار وجب التنبيه على أن نسبة المرضى النفسيين في مجتمعاتنا العربية جد مرتفعة و عالية و في تزايد مستمر ، و من الواجب علينا جميعا الانتباه و أخذ الحيطة و الحذر ، و قد تكون أزمة الكورونا أو كوفيد 19 من الأسباب التي ساعدت في تفاقم الأمور .
قد نهتم جميعا بصحتها الجسدية لكننا لا نعير صحتنا النفسية نفس الاهتمام و هذا خطأ كبير ، فكل أمراضنا الجسدية سببها في الأساس صعوبات نفسية.
و ما يجهله الكثيرون هو أن المعالج النفسي نفسه ملزم بمراجعة معالج نفسي آخر على الأقل مرة كل سنة ، كي يجدد طاقته و يزيل كل الشوائب التي تبقى عالقة لديه بسبب مزاولة مهنته التي تأخذ منه الجهد و الطاقة الكثيرين،  و بذلك يحتاج إلى ضبط نفسيته و تنظيفها و ترتيبها حتى يستطيع مد المساعدة للآخرين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق