.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

كمال بلا نقص..بقلم نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي

بادرها بالكلام "أنا لست ناقصا كي أبحث عمن يكملني" 
صمتت لوهلة ثم نطقت بدعائها المعتاد "سير يا ولدي الله يهديك "
لقد سمعت مثل كلامه من الكثيرين و الكثيرات " أنا لست ناقصة كي أبحث عن نصفي الثاني" و من قال أن نصفك الآخر مكمل لك ماديا ؟ فربما روحك من تنتظر توأمها ، رفيق دربها و شريكها في الحياة ، و أكبر دليل هو ما فعله الخالق سبحانه مع سيدنا آدم حينما آنس وحدته بأمنا حواء ، لم يفعل ذلك ليثبت له نقصانه و عدم كماله ، بل ربما هيأ ذلك الحدث ليثبت له كمال إنسانيته في عدم قدرته على العيش وحيدا ، بدون رفيقة تؤنس وحدته و تخفف وحشته ، فالانسان اجتماعي بطبعه و لا يمكنه الاستغناء عن الآخر ... به يستعين و يهنأ عيشه ، به تحلو له الحياة و يتغلب على عقباتها و ينجز و يحقق الكثير . 
حِكم الخالق في هذا الكون كثيرة و متعددة و لا حدود لها ، و أهمها حكمة خلق الزوجين الذكر و الأنثى ، بل إن النفس البشرية لا يمكنها أن تستقيم إلا بتوازن طاقتيها الذكورية  الأنثوية ، ففي كل منا الجزء الذكوري و الجزء الانثوي (الانيما و الأنيموس كما حددها علم النفس) و تختلف النسب حسب جنس الفرد إن كان رجلا أو إمرأة ، قد يستغرب الكثيرون من هذه الحقيقة المبهرة ، و التي تؤكد لنا مرة أخرى أن هذا لا يعني كمال أو نقصان الإنسان بقدر ما يعبر عن أسرار خفية قد نستهين بها حين لا نفهمها ، لكنها هي ما يحقق التوازن لهذا الكون الذي مهما حاول العلماء اكتشافه سيبقى لغزا رغم كل شيء و لا يعلم خفاياه إلا خالقه جل و علا .
فمتى نتوقف عن ترديد عبارة أنا كامل (ة)و لست في حاجة للآخر أن يكملني ، متى نفهم أن كمال الإنسان في نقصه ، و إلا فإننا نشكك في خلق الله للإنسان في أحسن تكوين و في أحسن تقويم ،  هذا هو الكمال الذي رآه رب الخليقة في خلقه و لخلقه ، و ما عدا ذلك فهو النقصان الحقيقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق