.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الحق يعلو و لا يعلى عليه..بقلم نجمة التدريب العربي د.نجيةالشياظمي

-و كيف أطلب منك ما هو حق لي؟ 
ردت عليه بلهجة حاسمة ، فأخذ يتمتم بكلمات غير مسموعة ثم أضاف ...
_كان عليك أن تكتفي بكلمة "إسمح لي "و كنت سأمنحك المكان !
_ردت بلهجة أكثر حسما و هي تعتدل في جلستها بالمقعد الأمامي للسيارة ،  تود مني أن أستسمح منك للحصول على ما هو حق لي ؟
حصل هذا في موقف التاكسيات أو سيارات الأجرة ذلك اليوم  ، و حينما أخذت مكاني فهمت من حوارهما أن السيدة كان دورها قبل الرجل الذي أراد أن ينعم بالمقعد الأمامي لوحده و الذي ليس أصلا من حقه ، إدعى أن عليها أن تطلب منه أو تستأذنه في أخذ المكان لأجل الجلوس فيه ، لكنها أفحمته بردها فسكت و لم ينبس ببنت شفة .
أعجبت كثيرا بردها القوي و الجريء ،  خصوصا في بيئة تعتبر أن الرجل هو السيد دائما ، حتى خارج بيته ، أنا أيضا اندهشت مثلها لطلبه و رده الغبي عليها ، أحسست أنها ذلك النوع من النساء الشجاعات اللواتي لا يسمحن لأحدهم أن يدوس لهن على طرف ، كنت فخورة أن سيدة تسترد حقها بكل قوة و صدق و أدب .
قد يبدو هذا الموقف سخيفا للبعض ، لكنه من الأهمية بمكان و خصوصا لكل أنثى تتنازل عن حقها لمجرد أن هناك من يجعل الهجوم عليها خير وسيلة للدفاع ، و قد حصل هذا أمام عيني كثيرا حينما كان يتدخل الآخرون لصالح أحدهم قائلين أن الأماكن و المقاعد تشبه بعضها و لا داعي لأن تتشبث هي برأيها و يغير هو مكانه لأجلها ، مواقف كثيرة من هذا النوع تحصل دائما ، و تخضع فيها النساء لأن الأمر لا يستحق كل ذلك العناء ، لكن الأمر كان يستحق و سيستحق دائما عناء التشبث بالحق و الدفاع عنه ، ليس فقط بالنسبة للمرأة و لكن لكل من له الحق في شيء ثم يود أحدهم أن يسلبه إياه مهما كان شيئا بسيطا أو تافها ، فالامور تبدأ دائما صغيرة ثم تتطور لتصبح كارثية .
لقد تغيرت الظروف و بدل أن يمنح أحدهم مقعده لإحداهن أدبا و شهامة و خلقا كما كان يفعل آباؤنا و أجدادنا في القطار أو في الباص أو حتى في سيارة الأجرة ، حينما كان يتنازل الرجل شهامة منه عن مقعده الأمامي لتنعم سيدة  بالأمان و الراحة و هي معززة مكرمة ، فقد كان يرى فيها أمه أو أخته أو إبنته ، 
و أنا هنا لا أعمم ، فالتعميم أسوأ ما يمكن أن يقوم به الانسان 
خصوصا في أيامنا هاته .
لازال هناك الكثير من الرجال الشهماء  الذين يقدرون المرأة و يحترمونها كما أن هناك الكثيرين الذين لا يرون فيها ما يستحق ذلك . إنها تربية و هي مسؤولية المرأة و الأم قبل أي كان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق