.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

قررت أن أكون أنانية.. بقلم نجمة التدريب العربي د.نجية الشياظمي

كن أنانيا بين الفينة و الأخرى ستكتشف حقيقة الآخرين 
رنت هذه العبارة في أذني حينما سمعتها ، أحسست و كأنها تخاطبني ، تخاطبنا جميعا ، تخاطب كل من لا يعتبر نفسه في المقام الأول ، فلطالما وضعنا أنفسنا بعد الكثيرين ممن أحببناهم ...
في كل مرة نضع مصلحتنا بعد مصلحتهم جميعا ، دون أن نعي 
خطورة ما نقوم به ، و كأننا نخاطب أنفسنا و نقول لها : "إلا أنت يا نفسي كلهم قبلك ، و أنت أخيرا" خطاب في منتهى السلبية و الإهانة ، رغم أننا لا نقول ذلك حرفيا لكننا نقوله بالفعل ، و الفعل دائما  أبلغ من القول .
نفعل هذا رغبة منا في التعبير عن مدى حبنا للآخرين ، عن مدى ولائنا لهم لأنهم أعز من لدينا ، و مع مرور الزمن نتعود على هذا الأسلوب في التعامل ، و يتعودون هم أيضا عليه ، فيصعب التخلي عنه لأننا في قرارة أنفسنا نخشى من رفضهم لنا ، من انزعاجهم إن نحن وضعنا أنفسنا في مرتبة قبلهم ، و حينما نأخذ تلك الخطوة الجريئة ، وعيا منا أن للنفس حقا بعد خالقها مباشرة و قبل أي فرد آخر . حين ذاك نصطدم بالحقيقة ، نتفاجأ بردود أفعال لم تكن في الحسبان أبدا،  و كأننا ارتكبنا جرما أو ذنبا لا يغتفر ، بالفعل إنه جرم في بلاد الاستغلاليين و الوصوليين أن نعيد لأنفسنا اعتبارها و قيمتها . خطأ كبير في حق من أحسنا إليهم طويلا في الوقت الذي ظللنا نسيء فيه إلى أنفسنا و أخطأنا في حقها طيلة ما سبق من أعمارنا ، بل إننا أحيانا نعتبر أنفسنا فعلا مقصرين و مسيئين للآخرين و ذلك من شدة خوفنا من تخليهم عنا ، فهذا أكثر ما يرعب الكثيرين منا ، و ما يجعلهم في تنازلات مستمرة . 
أقول لنفسي و لكم جميعا...لا داعي للخوف ، لا داعي للرعب من هذا الأمر بتاتا ، فمهما اعتمدنا على تواجد الآخرين في حياتنا ، لا بد أن نضع في حسباننا أن دوام الحال من المحال ،  فلا أحد يدوم لأحد مهما توهمنا هذا الأمر . و لو كان الأمر كذلك لما وجدنا آباءنا و أمهاتنا دون آبائهم و أمهاتهم ، و أناسا آخرين دون من ظلوا يعتمدون عليهم طيلة حياتهم ، و لما اختفى من حياة العديدين منا أناسا ظنوا أنهم باقين في حياتهم للأبد ، لكنهم تفاجؤوا باختفائهم من حياتهم بين عشية و ضحاها بسبب أو بدون سبب .
دعوة لتكريم النفس التي كرمها الخالق سبحانه و تعالى ، دعوة للإعتزاز و الاعتداد بها ، هي ما يدوم لنا و معنا في السراء و الضراء ، في الشدة و الرخاء ، تحية لأنفسنا جميعا .

هناك تعليق واحد:

  1. مقال في قمة الروعة
    دمت متالقة ومبدعة ومفكرة

    ردحذف