.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

تغير الحال إلى الأفضل و الأجمل .. بقلم نجمة التدريب العربي دكتورة نجية الشياظمي

كم كنت أخشى أن أردد مقولة "دوام الحال من المحال" فقد كان قلبي ينقبض قبل أن أنطقها و كنت قليلا ما أتفوه بها ، فقد كانت ترعبني لأنني كنت في وضع أحسد نفسي عليه . والآن فعلا أحسست أنه لا دوام لحال على حاله ، و أن تغير الحال نعمة من الخالق ، و لكل حال حسناته و سيئاته ، و هذا ما يحقق توازن الكون و الحياة ، فلو تشابهت أيامنا و ليالينا لضجرنا منها ، و لكرهناها . طماع أنت أيها الانسان ، تود امتلاك كل جميل و مريح ، و التخلص من كل صعب و متعب . نعتقد أن الحياة متعة دائمة ، و نتشبث بها كما هي حتى و لو كان ذلك على حساب ما نجنيه من ثمار و أحيانا من أحجار حسب اجتهادنا و نصيبنا و رؤيتنا للحياة . لا نعلم أن تلك النظارات التي نلبسها و نرى من خلالها العالم هي ما يصنع واقعنا الذي نعيشه ، هي ما يجعل ما بداخلنا يتحقق على أرض الواقع . قد ندرك هذا بعد فوات الأوان ، حينما تتجسد كل المخاوف التي كانت تراودنا حقائق على أرض الواقع لا غبار عليها ، حينها نعود بالذاكرة لنكتشف صدق ما نسمعه لكننا لا نوقن به . أمور كثيرة قد لا نفهمها لكنها هي ما يحكم الحياة ،  قوانين قد نعترف بها و قد ننكرها لمجرد أننا لا نعيها و لأنها لا ترضي غرورنا . 
دوام الحال من المحال ، الآن أقولها بكل يقين ، بصوت أسمعه جيدا لأنني وضعت في حسباني تغير حالي للأفضل ، فقد رميت تلك النظارات الرمادية التي جعلتني أعيش واقعا رماديا 
و لبست أخرى وردية صافية تجعلني أرى الكون في أبهى حلله .
دوام الحال السيء من المحال ، فلا بد و أن يأتي الفرج و النور ليضيء الليل المظلم . و دوام الحال الجيد أيضا من المحال فلا بد له من أن يتغير إلى الأفضل ،  فهذه قوانين و نواميس الكون التي يمشي بها و يسير عليها . الكون في تغير مستمر و نحن جزء من هذا الكون فكيف نرفض نظرية التغير لمجرد التعود على الركون في دائرة الراحة و الخمول .

هناك تعليقان (2):

  1. كلام في القمة بارك الله فيك دكتورة

    ردحذف
  2. كلام جميل جدا دكتورة جزاك الله خيراً

    ردحذف