.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الشك و اليقين الإخوة الأعداء.. بقلم نجمة التدريب العربي د. نجية الشياظمي

بحثت عن معاني كلمة "شك" فلم أجد لها إلا المعاني و المفاهيم السلبية ، مجرد تعبير لعدم الثقة ، لعدم اليقين ، للريبة و اللبس ، و غيرها من المعاني التي تكرس لعدم توسم الخير في الآخرين ، و فعلا هي كلمة و صفة رغم سلبيتها لا تفارق عقل الكثيرين منا لسبب أو لأسباب عديدة أو حتى من دون سبب ، منها ما يبدو معقولا و منها ما لا يبدو كذلك . 
أصبح مفهوم الثقة ضعيفا بين الناس و ربما منعدما ، خصوصا لمن خاض التجربة سابقا و خُذل كثيرا من طرف من وثق بهم كثيرا ، فقد توجع كثيرا ، و عانى أكثر ، و هذا في حد ذاته كاف لجعله كارها و مقاوما و جاحدا لمفهوم الثقة ، فمن لدغه الثعبان يخاف من الحبل إلى الأبد . فالتجارب السلبية المرة التي نمر بها تبقى عالقة في الذاكرة ، لا تمحوها إلا تجارب إيجابية من نفس النوع ، و مع الكثير من الاجتهاد و العمل من أجل تغيير الفكرة التي صاحبت التجربة فأصبحت قناعة راسخة لأنها كانت مدعومة و مصاحبة بكم هائل من الأحاسيس و المشاعر فأصبح من الصعب لا من المستحيل التخلص منها .
كثيرا ما نعيش صدمات قوية لم نكن نتوقعها لكنها كانت من نصيبنا ، حصلنا عليها لأننا نستحقها ، كنا نستحق أن نذوق الألم لعلنا نتعلم ، أغلب الدروس التي نتلقاها أو بالأحرى التي تهدينا إياها الحياة ، محن مبطنة بالخير و المنح و التي لا ندركها و لا نعيها إلا في وقت متأخر لكننا نقول الحمد لله ، لقد كانت في الوقت المناسب تماما ، فشكرا لكل ألم يعلمنا ، شكرا لكل محنة جلبت لنا معها الكثير الكثير من المنح .
و مهما كان الشك و فقدان الثقة نتيجة لمواقف موجعة عشناها ، لا بد و أن تشرق شمس الثقة و الائتمان من جديد ،  لا بد للنهر  الذي جف ماؤه أن يتدفق من جديد و مرة أخرى أقوى و أغزر و أنقى . قد نخطئ أحيانا في توقعاتنا ، أمر جد عادي فنحن غالبا ما نحكم على ما يحيط بنا إنطلاقا مما ينبع من أعماقنا ، فالخائن لا يستطيع الوثوق بالآخرين إنطلاقا مما يسكن أعماقه من الخيانة ، و الصادق الأمين لا يثق بالآخرين إلا إنطلاقا مما يسكن أعماقه من الصدق و الأمانة ، هي مجرد دنيا 
قد يكون الرابح فيها أو من يظن نفسه كذلك هو أخسرهم يوم القيامة ، فلا داعي للحزن و لا داعي للأسف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق