.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

شروق لا يغيب.. بقلم نجمة التدريب العربي د. نجية الشياظمي

كأن الشمس لا تغيب إلا لتشرق من جديد ، إلا لتنير العالم أقوى و أجمل،  فما بال وجوه نراها تغيب و لا تشرق أبدا . ما بال أناس ينهزمون و يغيبون للأبد ، ما بال قلوب تنكسر و لا تلتئم أبدا ! كيف لا نتعلم من الطبيعة، كيف لا نأخذ دروسا نافعة تنير لنا الطرقات ، تبين لنا الاتجاهات .
نحتاج إلى شروق لا يغيب ، شروق نابع من القلب و العقل ، شروق متجدد لا يضعف و لا يتلاشى ، شروق قوي ، أقوى من حزن العالم ، أكبر من هموم الناس ، أجمل من عيون الأطفال المليئة بالبراءة و الطهر . 
الشروق و الغروب سنة الكون ، و تعاقبهما طبيعته التي لا يحيد عنها مهما كان ، لم نسجل في يوم من الأيام غروب الشمس دون شروقها ، فنحن في كل صباح نستيقظ موقنين بوجود شروق جديد أجمل من اليوم السابق ، حتى في أصعب الظروف 
حتى في خضم العواصف و الغيوم ، مهما غابت الشمس و اختفت و توارت ، لا بد و أن تظهر من جديد لا بد وأن تسطع 
أقوى و أجمل و أبهى .
فيا ليتنا نكون أقوياء كالشمس ، كالقمر ،  كالشجر ، نعيش كل  الفصول بقوة و شجاعة و تفاؤل ، نغيب أحيانا حينما نحس بالضعف ، بالخوف ...لكننا ما نفتأ أن نعود من جديد و نحن أقوى و أشجع و أنفع . نستمد الجهد و الطاقة من كل ما يحيط بنا... أولسنا أبناء بيئتنا ؟ صنعها و نتاجها ... فيها نعيش ، نتعلم ، نذوب و ننصهر ، كل شيء فيها يشبهنا ، كل شيء فينا يشبهها ، نكملها و تكملنا ، نعيش فيها و تعيش فينا ، هكذا نحس بها و نتفاعل معها بكل مخلوقاتها ، نرى الوردة الجميلة لكن قلوبنا ترق و نمتنع عن قطفها ، عن ذبحها و سفك دمها ، نحترم الفراشة و النحلة رغم قدرتنا في القضاء عليها . نضطر لفعل ذلك
 أحيانا ، فقد سخر الخالق لنا الكون لخدمتنا ، لكننا نتورع عن الاستهلاك المبالغ فيه فوق ما نحتاجه و ما نتطلبه .
الطبيعة مدرستنا الأولى ، كل شيء فيها نقي طاهر و بريء ، و قد نجد أنفسنا أقل براءة ، لكننا لسنا أقل قيمة منها.

هناك تعليق واحد:

  1. كل مقالاتك رائعة تضفي طابع الحماس والإيجابية بارك الله فيك ووفقك في مشوارك

    ردحذف