حينما سألوني عن التدريب ، عجزت عن انتقاء الوصف المناسب ، لم يكن عجزي انطلاقا من قلة الكلمات ، لكنه كان من كثرتها ، فنحن نعجز عن الاختيار الصائب في غمرة و كثرة ما يتوفر بين أيدينا ، أحسست أن علي دينا لا بد لي من الوفاء به ، و شهادة لا بد من الإدلاء بها بكل صدق و أمانة . فالتدريب بالنسبة لي حياة ، هو الهواء الذي ينعش رئتي و يمنحني الحياة ، أحسست بهذا حينما كنت مجرد متدربة في قاعات التدريب ، كنت لا زلت تائهة... أداوي جروحي هنا و هناك ، تارة عند الطبيب و أخرى من خلال دورات التنمية البشرية ، فقد كان هذا هو العلاج الفعال الذي لا زلت أتعاطاه في كل مناسبة تسمح لي فيها الظروف بذلك ، العلاج الذي غير قناعاتي
و أفكاري البالية و السلبية دون أن يلمس شعرة من قيمي و أخلاقي التي كنت دائما مؤمنة و منادية بها .
سلكت طريق التعلم من جديد ، فقد كانت تلك هي البداية ، و العلم كان و لا زال و سيبقى دائما هو البداية.... هو الخطوة في طريق النجاح و تحقيق الذات . تعلمت و أصبحت مدربة ، فكنت أحس دائما أنني في مساحتي المواتية و المناسبة لي تماما ، كنت في دنياي و في عالمي الخاص بي بدون منازع ، هكذا كان إحساسي ، و ربما هذا بعض من الاعتزاز و الزهور بالذات....
كنت أمارس أكثر نشاط أحببته بصدق و بشدة ، فكنت و لا زلت أعطي من كل قلبي ، وقتها أعيش رسالتي ، رسالة إعطاء المعلومة و صقل المهارة و تغيير القناعة ، فهذا هو دور التدريب الأساسي و الحقيقي ، أن تساهم الدورة التدريبية في خلق وولادة أناس جدد ، غير أولئك الذين جاءوا و دخلوا القاعة في البداية ، و ذلك من خلال تعليمهم شيئا جديدا يضيفونه إلى رصيدهم المعرفي ، مع صقل كل مهارة لكل متدرب أو متدربة ، فلكل كنوزه الداخلية التي يغفل عنها الكثيرون ، و ذلك من خلال زرع الثقة في النفس و تغيير الصورة الذهنية المشوهة و التي تكون دائما عائقا يصعب التغلب عليه و تجاوزه فيحول دون الفرد و نجاحه و تحقيقه لذاته ، كل هذا مع تغيير كل الأفكار اللاعقلانية ، و القناعات الخاطئة التي تدخل المرء في دائرة التعاسة و الاكتئاب أحيانا إن لم يكن غالبا ، هذا هو التدريب الذي أقصده ، هو تلك الوسيلة التي تبعث الناس من جديد إلى الحياة الكريمة ، إلى ممارسة الرسالة الإنسانية التي خلق و وجد من أجلها . الوسيلة التي تساهم في تطوير و تنمية العنصر البشري ، أثمن عنصر خلقه الله على وجه الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق