الكل يبحث عن الحياة التي ترضيه ، هل فكرنا يوما فيما إذا كنا نحن نرضي هذه الحياة ، و هل نحن جديرين بها رغم تأففنا منها أحيانا ، هل نحن الأشخاص المناسبين لعيشها أم هناك من هم أفضل؟ ماذا لو التقينا بالحياة فعلا و صافحناها ، ترى سنكون فخورين بأنفسنا لنطلب منها أن تغير ما يزعجنا أم ترانا سنخجل من أنفسنا ، و سنختبئ بجانب الجدار إلى أن تمر لأننا لا نجرؤ على مواجهتها فقد تؤاخذنا هي أيضا على الكثير . و ربما على كل شيء من يدري؟ قد يكون اعتقادنا اتجاه أنفسنا فوق ما نستحق ، فلا أحد يعلم ، قد تبادرنا هي بالشكوى و العتاب حتى قبل أن نتفوه بأول كلمة ، قد تشكو من العديد من سلوكاتنا الغير منضبطة ، كالتأخر في الاستيقاظ ، و كتضييع الكثير من الوقت فيما لا يجدي و لا يفيد أو كالمماطلة و التسويف و التأخر في إنجاز العديد من الأهداف التي وعدناها بتحقيقها لكننا لم نفعل . قد تكشر في وجوهنا كما نفعل نحن أحيانا في وجهها عند الصباح حينما يكون الجو شديد البرودة ،أو شديد الأمطار ، قد تماطلنا هي أيضا في إمدادنا بالهواء ، أو النور أو أي شيء آخر تمكننا منه لكننا لا نمتن لها و لا نشكر .
هي أيضا من حقها البحث عمن يكون جديرا بكل النعم التي تمنحها إياه ، في كل مرة نطلب من الحياة المزيد علينا أن نطالب أنفسنا بالمقابل لما نطلبه لعلنا نكون جديرين و مستحقين لما نراه ليس في مستوى تطلعاتنا ، علينا أن نكون عادلين و صادقين مع أنفسنا ، عارفين لقدراتنا و واضعين أنفسنا في الميزان الحقيقي الذي لا زيادة فيه و لا نقصان ، حتى يكون ذلك التقدير الذي نمنح أنفسنا إياه مستحقا بالتمام و الكمال.
كثيرا ما نطمح إلى الكثير مع بذل القليل جدا من أجل ذلك ،
و من يبذل القليل أو ربما لا يبذل أي شيء قد لا يستحق منها شيئا ،لكنها مع ذلك لا تبخل علينا أبدا .
اخاطب نفسي أولا و قبل أي أحد ، فقد أكون انا أيضا مخطئة و أطالبها فوق ما أبذله ، فلا كمال لمخلوق مهما حاول .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق