.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الأديبة ليلى حسين تكافح فيروس "كورونا"



لا ستائر تداعب نوافذي و شرفات روحي ..
و الضوء النافذ أبدا لا يهزم أفاق وحدتي ..
الشمس تأتي مرغمة بثياب الغربة ..
الوهج المتذبذب لا يفي حق الأرض في دڤء مفترض ..
حين يتفنن ملوك العلم في ابتكار أسلحة الدمار ..
الڤيروس السابح في الكون يغتال البرية ..
في أنفاس حائرة أو لمسة عابرة
ترى من ينال الجائزة العالمية لسحق العالم .. ؟!
********************
" كورونا " .. ..
في أزمنة البراءة كانت قطعة حلوى
داكنة اللون تمنحنا البهجة
الإعلام الخبيث أجبر على خصام
مؤقت للعهر ..
مجالس القمار و الخمر و المراقص
تتوارى .. تستكين بذعر
حكام العالم و ملوك الشر بهلع يترقبون الموت ..
الأطباء الحكماء يقترعون ..
من يستحق أن تخضع رئتاه لأجهزة التنفس و عقار بلا جدوى ..
********************
في لوحة الهول ..
هناك من يستدعي الشهادة و يسأل الفردوس بصحبة الأنبياء والصالحين .. ؟
و من يرسم على صدره صليبا رانيا المجد الأعلى .. ؟!
********************
الفضائيات و الميديا الملعونة تتصدرها صفارات الإنذار و مواكب الشاحنات المتخمة بالجثث ..
مواكب الحرق و دفن جماعي ..
نوافذ البنايات خافتة الضوء
يئن فيها الصمت و بوح الموت ..
********************
في بلاد المال و النفط
الأصوات الخشنة و النبرات القميئة
تعتلي المنابر تشحذ الدعاء
الخطوط العريضة في الصحف تناشد المواطن في أنحاء العالم
الالتزام .. الحجر القسري
تندد .. تهدد .. تسن قوانين
الإلتزام بالبيوت ..
لم يلتفت أحد في منظومة الكون
أن هناك بشرا بلا سقف و لا جدار
قد حولوا أسفل الكباري إلى بيوت للخلاء ..
********************
حملات التوعية من الفضاء لأهل الأرض ..
فروا .. فروا إلى الله ..
الوباء الطاعن يأتي من بين أيدينا
و من خلفنا ..
" كورونا " الشبح طفل الحرب البيولوچية يخترق الجلد
و الحناجر ..
الحكومات تعلن قيودا صارمة ..
********************
الدعاء و الصلوات ترتفع في وسائل التواصل ..
و الأوجاع لا تخلو من النكات الفجة
الماسينجر يضج بأفلام الرعب ..
بينما تجار الأزمات يصادرون المنظفات و المطهرات ..
تجار البشر ينقضون على اللحوم
و الأرز و السكر ..
و تظل الأرفف شاغرة ..
قلوب البسطاء و جيوبهم خاوية ..
********************
الأمهات في الأيام الجافية تخشى
احتضان صغارها ..
هن في رهبة لحظ التقام الحليب
لشفاه جوعى ناهمة ..
المساجد و الكنائس مغلقة ..
لا جنائر .. لا أفراح .. و لا صلوات
بيت الله لا يعمره إلا حمام الكعبة
طوافا مسبحا ..
الأمهات بلا عيد .. لا عطر .. لا ورد
و لا أحضان ..
الحظر قائم .. و القبلات متجمدة
حتى يأذن الله بالفرج و البراح ..
*************************

ليلى حسين .. Laila Hussien
zahrat.alnar54@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق