قرأت لك - الحلقــــــة الثالثــــة.
عنوان الكتاب: الجيـــة – دراســـة فـــي الأرض والإنســـان.
المؤلف: د. خضـــر عطيـــة محجـــز.
الناشر: المركز القومي للدراسات والتوثيق. غزة – فلسطين.
الطبعة الأولى: غزة 2003.
الحجم: 24سم× 17سم.
عدد الصفحات: 123 صفحة.
... ويحدثنا المؤلف عما حدث بعدما ترك الإنجليز ذاك المعسكر المقام على أرض الجية فيقول: لقد استولى أهل الجية والقرى المجاورة على ما تبقى من محتوياته. وقد كان خط السكة الحديدية الواصل إلى مصر يمر كذلك في أراضي القرية العربية، غربي المعسكر البريطاني. وكثيراً ما سافر أبناء القرية عبره إلى مصر للزيارة أو لطلب العلم. ولكنهم كانوا يضطرون للسفر إلى محطة المجدل أو محطة غزة لعدم وجود محطة ركاب في الجية.
... واستطرد الكاتب عن أثار معمارية قديمة قدم التاريخ كانت موجودة في الجية، كمقام الشيخ سليمان، وهو من أولياء الله الصالحين وتحمل الجية اسماً قديماً، وتقول صحيفة (الرأي الفلسطينية) أنه قد تكون كلمة (الجية) مأخوذة من كلمة "الجواء" بمعنى البر الواسع وقد يكون معناها "المكان البهيج اللطيف الممتلئ بالأزهار البرية في الربيع والصيف" وقد يكون المكان المنخفض الذي يحتوي على المستنقعات خاصة في الشتاء، ولكن من شبه المؤكد أن التسمية جاءت بسبب خصوبة أرضها وانخفاض سطحها، ولأن ترتبها طينية حمراء صلبة. ويتناقل الأحفاد عن الأجداد أن الجية كان اسمها الجهتين وأن شارعاً صغيراً كان يقسمها إلى شطرين أو جهتين تم رحل شطر منها أثر نزاع داخلي وسكنوا في حليقات وكوكبا. وكان خرابها الأول تم في زمان الصليبيين. وأكدت المصادر التاريخية كيف خرب القائد (الناصر صلاح الدين الأيوبي) قلعة عسقلان خوفاً من وقوعها بيد الصليبيين، وهناك الكثير من المشاهد التاريخية التي حدثت عندما تولى حكم مصر (الملك الصالح نجم الدين أيوب) حملة عسكرية انطلقت إلى غزة وانضمام مجموعات مصرية أخرى إلى جيش الملك الصالح أيوب حيث قدر أخيراً له تحرير بيت المقدس.
مساحة القرية:
... ويحدثنا المؤلف عن مساحة القرية في ذلك الوقت فيقول: تبلغ مساحة أراضي الجية نحو 8506 دونماً، لا يملك اليهود منها شبراً واحداً، منها 250 دونماً للطرق والوديان والسكك الحديدية وما إليها. كما تبلغ مساحة الأرض التي أقيمت عليها بيوت القرية حوالي 45 دونماً والباقي من ذلك كله صالح للزراعة بنوعيها البعلي المعتمد على ماء المطر، والمروي المعتمد على الماء المستخرج من الآبار. وكانت قرية الجية حتى نهاية العشرينيات من القرن الماضي، مجرد قرية بعلية لا تمارس إلا الزراعة البعلية على مياه الأمطار، وكان أهل القرية يستقون مياه الشرب من بئر البلد، وهو البئر القديم الذي حفره المملوك (محمد أغا أبو نبوت) جنوب الوادي قريباً من المسجد، عندما أعاد بناء القرية في بداية القرن التاسع عشر.
... كما قام المختار (محمود خليل) مع نهاية العشرينيات من القرن الماضي بحفر بئر ارتوازي وأقام عليه آلات الشفط الحديثة وسط قطعة أرض مساحتها 80 دونماً على حد تعبير المؤلف، وأيضاً قام الشيخ المقدسي (أمين العوري) باستزراع بيارة حمضيات مساحتها مئة دونم. وقد قام اليهود بهدم جميع بيوت القرية وأزالوا معالمها، وأقاموا على أنقاض ذلك قرية تحمل نفس الإسم (جيّه) واستقدموا لها سكاناً آخرين من الأشكناز. (يتبع)
ولكم تحياتي / أ. نبيل محارب السويركي – الإثنين 30 / 3 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق