.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

صحوة بعد غفوة طويلة..بقلم د.نجية الشياظمي

ماذا لو عقدنا العزم يوما ما ؟ و لعل الأفضل أن يكون هذا اليوم و بالذات الآن فلم التأجيل ؟
فماذا إذن لو قمنا بجمع كل تلك المعيقات و المفسدات لحياتنا و اعتبرناها مجرد قمامة ، و قمنا بالتكنيس و التنظيف لكل جزء منا من هذه المخلفات العقيمة ، و التي بقيت مترسبة و متراكمة في أعماقنا يوما بعد يوم . أحيانا نسميها عدم القدرة... صعوبة الأمر... استحالة الأمر... معاكسة الظروف... و غيرها و غيرها من مثل هذه المتلاشيات و التي لا تستطيع البقاء و الوجود إلا من خلال عقولنا و مخيلاتنا ، و متى قمنا بطردها ماتت و فنت و انقرضت ، لكننا و بلا وعي نستمر في المحافظة عليها و نتوارثها كي تبقى هي دائما الشماعة التي نعلق عليها خيباتنا و هفواتنا . إنها طوق النجاة الذي نتشبث به كي نحمي أنفسنا من نظرة أنفسنا أولا و نظرة الآخر ثانيا .
نرى الناس يتحركون يمنة و يسرة و كل منهم يحمل فوق رأسه و يجر معه أثقالا لا قدرة لغيره بحملها لا لسبب سوى أنه هو نفسه تعود على ذلك ، و استأنس به ، فهو يضمن له الإحساس بالأمان إنها منطقة الراحة العجيبة _ لن أنكر أنني مستثناة من هذه التهمة _فكل منا يعلم جيدا و بينه و بين نفسه يستطيع أن يعترف و يبوح و يصرخ في وجه نفسه :"إلى متى ؟؟؟"
نحس أننا مختنقين و مكبلين بشيء ما أو بأشياء كثيرة ، لكننا لا نعلم كيف نتخلص منها و لا كيف نحمي أنفسنا منها كي لا تلاحقنا طول العمر . منا من يحتاج إلى مجرد دفعة صغيرة كي يسقط في الماء فيخرج بارعا في السباحة ، و منا من يحتاج إلى من يزرع فيه ثانية بذرة الثقة بالنفس ، فالبذرة القديمة فسدت و تعفنت تحت التراب ، و أصبح من الضروري انتظار أن تنجح البذرة الجديدة في التغلب على رفع التراب و الخروج لرؤية الشمس و معانقتها و تعبر عن وجودها و بقوة ، و منا من يحتاج إلى معالج حقيقي ينبش في قبور الماضي لعله يجد إشارة أو دليلا يستعين به على انتشال الضحية من تلك الحفرة السحيقة و بأقل الخسائر .
هكذا هم نحن ، نبدو أحيانا ضحايا و أحيانا أخرى مذنبين ، نبدو أحيانا مثيرين للشفقة و أحيانا أخرى مستحقين لكل العقوبات التي نتلقاها . هلا قلنا لأنفسنا كفى ؟هلا اقتنعنا أننا
قادرين رغم كل شيء ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق