.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

لحظات تتلون..بقلم المبدعة المغربية د/نجية الشياظمي

هذا الصباح أخذت في تأمل أفكاري حينما توالت على ذهني و صور من الحياة من خلال ما كنت أراه في الشارع ، و ذلك عندما رأيت أناسا منطلقة فرحة ببداية يومها ، في الوقت الذي أثار انتباهي أناس آخرون لم يكونوا على ما يرام لسبب من الأسباب التي لم يكن يعلمها سواهم . 
تعمقت في فكرة البداية الجميلة المريحة و ما مدى دوامها و استمرارها ، فماذا لو غيرت الأقدار تلك البداية و قلبتها من الراحة و السعادة إلى ما هو دون ذلك ، و في نفس الوقت تُبدل تلك البداية التعيسة و الحزينة إلى ما هو أجمل و أسعد . 
من كان سيكون أكثر تقبلا ليومه و أكثر سعادة به . فالبداية الجميلة ليست دائما فَأْلاً لاستمرار تلك الأحاسيس الجميلة دون أن يحدث فيها أي تغيير ، و حتى البدايات السيئة لا تضمن دوام السوء . كل شيء في تغير حتى و لو أنكرنا حدوث ذلك . 
أيقنت حينما تخيلت ذلك الطائر بسعادته يعود مساء منكسرا في الوقت الذي يعود فيه ذلك المنكسر المهزوم أكثر سعادة و رضا عن نفسه و عن الحياة . 
هكذا أدركت أنه علينا تقبل كل شيء في وقته ، و كما هو دون خوف و لا عجلة. فما نراه الآن بين أيدينا ، ذاهب إلى تغير و تحول لا نعلم نهايته و لا نتائجه . هكذا يصبح كل شيء في أعيننا متقَبلا و مرْضيا عنه دون انزعاج و لا تلكؤ و لا ضجر . 
ماذا لو جعلنا من هذا المبدأ قانونا نمشي عليه في كل مرة تتعثر بنا عجلة الحياة ، و ترفض أن تأخذنا في الطريق الذي تتمناه و تميل إليه قلوبنا . 
ماذا لو أصبحنا أكثر تريثا و صبرا ، بدل العجلة و التسرع و بعدها الندم و الحسرة . هكذا سنحقق التوازن في حياتنا بتقبل القدر و النصيب و الرزق الذي لن يصيبنا سواه . 
ليس سلبية منا و لكن رفضا للتعلق بما ليس بين أيدينا ، فهذا لا يعني أننا لن نطمح للأفضل ، أبدا و لكننا حينها سنسعى بكل وعي و إدراك و رضا و تقبل ، قد تكون مرحلة انتقالية فقط في انتظار أن نعثر و نحصل على ما نرغب به و نطمح إليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق