.post-outer {-webkit-touch-callout:none; -webkit-user-select:none; -khtml-user-select:none; -ms-user-select:none; -moz-user-select:none;}

بحث

الحبسة الكلامية Aphasia بقلم د/ فاتن زين العابدين محمد

الحبسة الكلامية هي عدم القدرة على النطق والإعراب عن النفس والتعبير عن الفهم سواء بالكلام، أو الكتابة، أو الإشارة، وصعوبة الكلام المفاجئ. هناك مركزان على جانبي الدماغ، ويكون الجانب الأيسر هو المسيطر مع الأشخاص الذين يعتمدون على يدهم اليمنى، وتشمل المنطقة النهاية الخلفية للتلفيف الأمامي والتي تشمل مركز بروكا الكلامي (تسمى حبسة بروكا) والنهاية الخلفية للتلفيف الصدغي الأول. لذا تكون الحبسة في العادة مصحوبة بنوع من أنواع الشلل النصفي الذي يصيب الجانب الأيمن من الجسم. يكمن الفرق بين الحبسة الكلامية والتلعثم في أن الأولى تتمثل في صعوبة فهم الكلام والتحدث أو النطق بشكل كلي أو جزئي، أما الثانية فهي مشكلة تتمثل في تكرار بعض أحرف الكلام، أو التداخل الصوتي عند التحدث مما يجعل الكلام غير واضح.
انواع الحبسة الكلامية: يمكن تقسيم الحبسة إلى عدة أنواع، أهمها ما يلي: 1- الحبسة التعبيرية، وتسمى أيضاً باسم حبسة بروكا، وهي صعوبة التحدث بجمل طويلة، فيعبر المريض عما يريده بصعوبة من خلال ذكر كلمة واحدة أو جملة قصير، وقد يفهمه المحيطون به غالباً، كما يستطيع المصابون بذلك النوع فهم ما يقوله غيرهم. 2- الحبسة الاستقبالية أو حبسة فيرنيك، ويواجه المصابون بها صعوبة في القراءة والكتابة، ويمكنهم التحدث بجمل طويلة غير مفهومة، ويسمى ذلك النوع أيضاً باسم الحبسة الشاملة. 3- الحبسة الذكرية أو العامة التي تتميز بعدم قدرة المريض على إيجاد الكلمات المناسبة أو التحدث. 4- الحبسة التقدمية الأولية، وهي فقدان تدريجي للقدرة على القراءة، والكتابة، والتكلم، وفهم ما يقوله الآخرون، وتحتاج تشخيصاً دقيقاً لتفريقها عن أمراض أخرى مثل ألزهايمر، ولا يوجد حتى الآن علاج محدد لتلك الحالة غير المجموعات الداعمة وغيرها من الطرق التي قد تساعد. كذلك قد يعاني البعض من فقدان النطق النفسي، وهو صعوبة الكلام بسبب التعرض لصدمة نفسية شديدة، وينقسم إلى نوعين رئيسين هما: أ- فقدان النطق الجزئي، حيث يفهم المريض كلام المحيطين به مع صعوبة التعبير عما يريد أو التحدث ببضع كلمات بدلاً من الجمل الكاملة. ب- فقدان النطق الكلى، بحيث لا يمكنه التعبير نهائياً عن نفسه سواء بالكلام أو الإيماء، بالإضافة إلى فقدان القدرة على فهم كلام المحيطين. كذلك قد يتحدث البعض بكلمات غير مفهومة، كما قد يفقد القدرة على القراءة والكتابة.
اسباب الحبسة الكلامية: يقترن فقدان القدرة على الكلام بالعديد من العوامل ومنها المشكلات الدماغية أو العصبية، وخاصة تلك التي تسيطر على العضلات الوجهية، والحنجرة، والأحبال الصوتية اللازمة للكلام إضافة الى التهابها. تعد أهم أسباب فقدان القدرة على الكلام إصابة الدماغ الناجمة عن السكتة الدماغية؛ إذ قد تسبب انسداد مجرى الأوعية الدموية في الدماغ أو تلفه، مسبباً بذلك نقص التروية الدموية للدماغ، ونتيجة لذلك فقد تموت الخلايا في تلك المنطقة ويتمثل ذلك غالباً في الحبسة الكلامية عند الكبار. من أسباب الحبسة الكلامية أيضاً إصابة الدماغ نتيجة تعرض الرأس للإصابة الشديدة، أو بسبب وجود ورم في الدماغ أو التهاب به، وفي تلك الحالة يصاحب الحبسة اضطرابات في الذاكرة. من أسباب الحبسة الكلامية الأخرى ما يلي: التكيس والأورام التي تؤثر على اهتزاز الصوت ونوعيته. الأمراض العضلية والاضطرابات المؤثرة على الفكين، والأسنان، والفم، مما يتسبب في ضعف القدرة على الكلام. التصلب اللويحي. التصلب الجانبي الضموري. الشلل الدماغي. الارتجاج الدماغي. اضطرابات الذاكرة مثل ألزهايمر. الجروح السنية. من أسباب فقدان النطق النفسي التعرض لحادثة نفسية مؤلمة، أو فاجعة لم يستطع المريض التعامل معها، أو الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، كذلك قد يحدث ذلك نتيجة بعض التغيرات التي تحدث في فترة المراهقة، كما قد تحدث الحبسة الكلامية عند الاطفال نتيجة التعرض لطرق التربية الخطأ المعتمدة على الضرب مثلاً أو غيرها من الأسباب. كذلك تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة، وقد تكون الوراثة أحد الأسباب أيضاً، أما بالنسبة للعمر فإن احتمالية ظهور الحبسة عند الطفل في سن المراهقة أكبر من غيرهم.
اعراض الحبسة الكلامية: تعد الحبسة الكلامية من الأمراض التي تسبب الأعراض التالية: الكلام بجمل وكلمات لا معنى لها. الكلام بجمل غير مكتملة وغير واضحة. استبدال الكلمات بعضها ببعض. عدم فهم واستيعاب الكلام من الآخرين. كتابة كلمات وجمل لا معنى لها. فقدان النطق المفاجئ. لا يصاب جميع مرضى الحبسة الكلامية بتلك الأعراض بل تختلف باختلاف نوع الحبسة نفسه كما ذكرنا سابقاً. كذلك قد يتسبب فقدان النطق النفسي في صعوبة تذكر الموقف الذي تسبب في الصدمة النفسية، وعدم القدرة على التكلم بشكل سليم، كما أن المصاب قد يعاني من عدم الوعي بما يدور حوله، كذلك قد يعاني من القلق، والتوتر، والعزلة، وجفاف الفم، والشعور بأن هناك من يراقبه، وقد تستمر تلك الحالة مع المريض فترة زمنية طويلة إذا كان مصاباً ببعض الاضطرابات الأخرى مثل الفصام، أو الرهاب الاجتماعي، أو الوسواس القهري، أو الاكتئاب.
كيف يتم تشخيص الحبسة الكلامية؟ يمكن تشخيص الحبسة الكلامية بإجراء الاختبارات التالية: عمل فحص عصبي وسريري للمصاب من قبل الطبيب لاختبار قدراته، وردود فعل جسمه، بالإضافة إلى الاستماع للقلب والأوعية الدموية الموجودة في الرقبة. إجراء صور تشخيصية مثل اشعة الرنين المغناطيسي. فحص المهارات اللغوية، حيث يطلب الطبيب من المريض: تسمية الأشياء. محاولة إجراء محادثة مع الناس. استيعاب الكلمات و استخدامها. الإجابة عن أسئلة تتعلق بشيء يقرأه المريض أو يسمعه. إعادة الكلمات والجمل. تنفيذ الأوامر المطلوبة. التفاعل مع الأسئلة الموجهة. القراءة والكتابة. كذلك قد يحول المصاب إلى اختصاصي أمراض نفسية إذا لم يكن يعاني من مشكلات عضوية.
علاج الحبسة الكلامية: يعتمد علاج الحبسة الكلامية على علاج المسبب؛ على سبيل المثال يعتمد علاج فقدان النطق المفاجئ الناجم عن إصابة الرأس على مرور الوقت، فقد يتعافى المريض مع مرور الوقت ويبدأ التحسن بعد عدة أشهر، ويمكن استعادة مهارة النطق بدون علاج أو بعلاج تعليمي لإعادة تأهيل المهارة اللغوية، وقد يستمر فقدان القدرة على الكلام عند البعض، لذا يمكن اللجوء إلى العلاج بالنطق ومساعدة المريض على النطق والتعافي. وجد أن قدرات اللغة والتواصل قد تستمر في التحسن لسنوات عديدة، وتشمل العوامل التي تؤثر على مقدار التحسن، منطقة الدماغ المتضرر، ومقدارها، وعمر المريض، وصحته الجسدية. تهدف إعادة تأهيل التخاطب إلى تحسين قدرة المريض على التواصل بالكلام من خلال مساعدته على استخدام القدرات اللغوية لديه وتحسينها، وتعلم طرق أخرى للتواصل مثل الإيماءات، أو الصور، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة. كذلك قد يلجأ الطبيب إلى جلسات العلاج المعرفي، ومساعدة المريض على تنمية مهارات تجاوز الأزمات النفسية والتعامل معها في حال كان سبب الإصابة نفسياً، كما قد يلجأ أحياناً إلى التنويم المغناطيسي مع المرضى الرافضين للمساعدة، أو غير المستجيبين للطرق العلاجية الأخرى، وفي بعض الحالات يمكن استخدام مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق أيضاً، بالإضافة إلى تمارين الاسترخاء،، والتنفس العميق، واليوجا.
ادوية لعلاج الحبسة الكلامية: تهدف الأدوية التالية إلى تحسين التروية الدموية إلى الدماغ وبالتالي تساعد على علاج الحبسة الكلامية الناتجة عن الجلطة، و تحسين قدرة الدماغ على اعادة النواقل العصبية المفقودة. ميمانتين. بيراسيتام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق