تعيش المملكة المغربية على وقع تظاهرة رياضية قارية كبرى من خلال احتضانها لمنافسات كأس إفريقيا، في حدث يتجاوز أبعاده الرياضية ليشكل مناسبة وطنية جامعة، تعكس مكانة المغرب المتقدمة قاريا ودوليا، وتؤكد جاهزيته التنظيمية وقدرته على إنجاح التظاهرات الكبرى.
وقد تميز هذا الحدث بحسن *الضيافة والاستقبال* الذي أبان عنه المغاربة، سواء في تعاملهم مع الفرق الرياضية المشاركة أو مع الجماهير المرافقة والمشجعة. حيث سادت أجواء الترحيب، والاحترام، وحسن التنظيم، في الملاعب، ووسائل النقل، والمرافق السياحية، مما جسد الصورة الحقيقية للمغربي المعروف بكرمه وطيب معشره وتلقائيته في مد يد الأخوة للضيوف.
كما شكلت كأس إفريقيا فرصة لإبراز *التنوع الثقافي* الذي يميز المغرب، ذلك التنوع الغني بروافده الأمازيغية والعربية والحسانية والإفريقية والأندلسية، في انسجام فريد يعكس انفتاح المملكة على مختلف الثقافات والديانات. وقد تجلت *قيم التسامح والتعايش* في التفاعل الإيجابي بين الجماهير من مختلف الجنسيات، في مشهد حضاري يعكس عمق الاختيار المغربي المبني على الاعتدال والانفتاح واحترام الآخر.
وفي خضم هذه الأجواء، برزت الفرحة الجماعية والانسجام والتعاون بين المغاربة، من متطوعين، ومهنيين، ومشجعين، ومؤسسات، حيث توحد الجميع حول هدف واحد و هو إعطاء *صورة مشرفة عن المغرب*، تليق بتاريخه وحضارته وطموحاته المستقبلية. فكان الحدث مناسبة لتعزيز الروح الوطنية، وترسيخ ثقافة العمل المشترك، والاعتزاز بالانتماء.
ويمكن اعتبار احتضان *كأس إفريقيا* محطة مفصلية ونقطة انطلاق حقيقية في أفق الاستعداد لاستقبال *كأس العالم*، بما يتطلبه ذلك من مزيد من الجاهزية، والابتكار، والرقي في التنظيم، وتحسين جودة الخدمات، وتجويد المشهد الحضري والسياحي، في انسجام مع الرهانات الكبرى التي يرفعها المغرب بثقة واقتدار.
نعم،إنها تظاهرة رياضية، لكنها أيضا *رسالة حضارية* تؤكد أن المغرب بلد السلام، والضيافة، والتعايش، وقادر على تحويل الرياضة إلى جسر للتقارب بين الشعوب، وإلى عنوان مشرق لمستقبل واعد.
ذ/نزهة صفي..تكتب: تظاهرة رياضية قارية تعكس رؤية الدولة واستعدادها لاستقبال فعاليات عالمية
نزهة صفي.
تعليقات